وكالات - عواصم دعا مجلس التعاون الخليجي مجلس الأمن الدولي، أمس الاثنين إلى الاجتماع بصورة عاجلة «لفك الحصار عن حمص» ومنع ارتكاب «النظام وحلفائه مجازر وحشية» بحق سكان المدينة التي تتعرض لهجوم يشنه الجيش السوري. وأضاف بيان للأمانة العامة أن دول المجلس «تتابع بقلق بالغ الحصار الجائر الذي تفرضه قوات النظام السوري على مدينة حمص تمهيدًا لاقتحامها، بدعم ومساندة عسكرية من ميليشيات حزب الله اللبناني تحت لواء الحرس الثوري الإيراني». وتتعرض حمص التي يطلق عليها المعارضون للنظام السوري تسمية «عاصمة الثورة» لهجوم منذ السبت الفائت. وأوضح البيان أن دول مجلس التعاون «تدعو مجلس الأمن إلى الانعقاد بصورة عاجلة لفك الحصار عن مدينة حمص والحيلولة دون ارتكاب النظام السوري وحلفائه مجازر وحشية» ضد سكانها. واتهم «النظام السوري بعمليات تطهير اثني وطائفي، كما حدث مؤخرًا في ريف حمص» في إشارة إلى معارك القصير مطلع الشهر الفائت. وكان مصدر أمني سوري قال لوكالة الأنباء الفرنسية: إن «العمليات العسكرية لم تتوقف في أحياء حمص، وهي تزداد وتيرتها بحسب الأولوية والأهمية لتنظيف أحياء في حمص من المجموعات الإرهابية المسلحة، كأجزاء من الخالدية والحميدية وحمص القديمة». وردًا على الحملة العسكرية، دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية السبت الدول الداعمة له إلى فرض منطقة حظر جوي وتوجيه «ضربات عسكرية مدروسة» ضد النظام. واستعاد النظام منذ نحو سنة السيطرة على غالبية أحياء مدينة حمص، ثالث أكبر مدن البلاد، لكنه يحاول منذ ذلك الوقت استعادة معاقل للمقاتلين المعارضين في وسطها. ميدانيًا، يستمر مقاتلو المعارضة السورية في مواجهة محاولات القوات النظامية اقتحام الأحياء التي يسيطرون عليها في وسط مدينة حمص لليوم الثالث على التوالي، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون. وتشهد أطراف هذه الأحياء المحاصرة منذ أكثر من سنة اشتباكات عنيفة. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: إن «القصف العنيف يتواصل على الأحياء الواقعة تحت سيطرة الكتائب المقاتلة في حمص»، وأبرزها الخالدية وأحياء حمص القديمة، مؤكدًا أن «القوات النظامية لم تحقق أي تقدم على الأرض، ولم تتمكن من استعادة أي منطقة جديدة». وأوضح عبدالرحمن أن «32 عنصرًا من القوات النظامية وجيش الدفاع الوطني (الموالي لها) قتلوا خلال يومين». وأضاف «أن حزب الله اللبناني يشارك في المعارك على جبهة الخالدية، ويتخذ من حي الزهراء (ذي الغالبية العلوية في حمص) قاعدة خلفية له». وتأتي الحملة على المدينة بعد أقل من شهر من سيطرة النظام وحزب الله على منطقة القصير الاستراتيجية في ريف حمص. وأفاد الناشط يزن الحمصي أن النظام يحاول اقتحام الأحياء المحاصرة من 4 محاور. وحمص (وسط) هي ثالث كبرى المدن السورية، وشهدت معركة دامية في حي بابا عمرو، الذي شكل محطة رئيسة في تحول النزاع إلى العسكرة بعد سقوطه في أيدي القوات النظامية في فبراير 2012. وتعتبر استراتيجية بالنسبة الى النظام، لأنها تربط بين دمشق والساحل حيث العمق العلوي المهم بالنسبة الى نظام الرئيس بشار الأسد، وفي دمشق، أفاد المرصد عن سقوط قذائف على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب العاصمة، بينما تعرض حي القابون (شمال شرق) لقصف بعد منتصف الليل. وأدت أعمال العنف الأحد إلى مقتل 84 شخصًا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقًرا ويقول: إنه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل سورية. وبلغ عدد القتلى في سورية منذ بدء النزاع في منتصف مارس 2011، أكثر من 100 ألف.