كشفت دراسة جديدة بأن النساء يعشن أطول من الرجال لأن جهازهن المناعي يشيخ بنمط أبطأ. وتضمنت الدراسة بأنه مع تقدم الرجال في العمر فإن نظام المناعة لديهم يصبح أضعف في المقاومة وبالتالي فهم عرضة لأمراض أكثر مما يؤدي لتقصير فترة حياتهم. ويتراوح المعدل العمري للمسنين في بريطانيا عند 79 سنة للرجال و82 سنة للنساء وفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية . وفي اليابان محل الدراسة تتسع الفجوة العمرية بين الرجال والنساء حيث يبلغ المعدل العمري للرجال مثله في بريطانيا بينما يبلغ متوسط عمر النساء المسنات في اليابان 85 سنة ونصف. واعتمدت الدراسة على اختبار عينات من الدم لمتطوعين أصحاء من فئات عمرية متباعدة حيث خضع 356 متطوعاً من الرجال والنساء من عمر يبدأ من 20 سنة إلى 90 سنة إلى اختبار قياس مستويات كريات الدم البيضاء وقوة السيتوكينات وهي قوة مؤشرات نظام المناعة في الدم. وفي كِلا الجنسين تبين بأن مستويات الخلايا البيضاء تنخفض في الدم مع التقدم في العمر لكن معدل انخفاضها يرتفع عند الرجال أكثر من النساء حيث تبين بأن تناقص الخلايا الليمفاوية التي تعتبر من العناصر الأساسية في النظام المناعي للجسم يحدث في الرجال بشكل أسرع من النساء كما هو الحال أيضاً بالنسبة لتناقص معدلات السيتوكينات الذي يرتبط تسارع تناقصه عند الرجال بتقدمهم في العمر أكثر من النساء. وفي المقابل ومع تقدم السن فإن تزايد عدد بعض الخلايا المناعية الموجودة في تركيب النظام المناعي للجسم والمسؤولة عن الدفاع عنه ضد الأمراض يكون عند النساء بمعدل أكثر منه عند الرجال. وقد تم نشر هذا البحث العلمي الذي كان بإشراف البروفيسور"كاتسويكو هيروكاوا"من جامعة طوكيو للطب وطب الأسنان في أحد المجلات العلمية المتخصصة على شبكة الانترنت بعنوان المناعة والشيخوخة. وجاء في البحث " يرتبط التقدم في السن مع انخفاض لعدة متغيرات في النظام المناعي توصلنا إليها من خلال الأبحاث التي تمت والتي تشير إلى أن هذه المتغيرات تحدث بشكل أبطأ عند النساء من الرجال مما يعني تمتع النساء نتيجة لذلك بعمر أطول من الرجال وذلك لأن النظام المناعي لا تنحصر وظيفته في حماية الجسم من الأمراض فقط ولكنه في رد فعل عكسي ممكن أن يكون هو المسبب للأمراض أحياناً إذا لم يعمل بالشكل الصحيح حيث من الممكن أن يكون هو السبب الرئيسي في إصابة الجسم ببعض الأمراض العضوية الخطيرة أو كذلك العقلية مثل الخرف وغيرها ويكون ذلك بسبب فقدان القدرة على التحكم بالنظام المناعي وإبقائه فعالاً وتحت السيطرة ولهذا وباجتماع كل هذه المسببات تكون المحصلة النهائية هي اختصار بعض سنوات العمر عند الرجال نتيجة للتعرض لكل هذه العوامل". ويضيف البروفيسور"هيروكاوا" بأن عملية التقدم في العمر تختلف بين الرجال والنساء حيث أن معدلات هرمون الأستروجين ترتفع أكثر عند النساء مما يوفر لهن حماية أكثر من بعض الأمراض القلبية التي تكثر إصابة الرجال بها بالإضافة على أن هذا يكون أيضاً بسبب امتلاك النساء لبعض الهرمونات الأنثوية التي تساعدهن على الوقاية من مثل هذه الأمراض. الجدير بالذكر بأن الاختلاف والتباين في مراحل التقدم في العمر بين الجنسين عموماً وبين الأشخاص بشكل خاص من الممكن أن يكون أحد العوامل الرئيسية المساعدة في تحديد العمر البيولوجي للبشر بشكل واضح وصحيح.