لك الحمد ما صافيت بيض الرعابيب مدري بخت أو صايبتني قلاعه ومصاحبٍ ربعٍ على فطرٍ شيب كم منهلٍ نرده تعاوى سباعه كم ليلةٍ نوختها تسهك النيب قد هي توحى نقر كلب الجماعه ياما شوينا قرصنا بالمهاضيب وياما دفعناهن وراشن بساعه نضرب على الجعري وهيبت لاطانيب لا طار عن عذب السجايا قناعه قمنا نجذب من البكار الشخانيب وجا فالقعد منا صبي الوقاعه اضرب عليهم كنهم لي معازيب واخذ مهاوية الجمل في قناعه يا ما حديناهن مع أي المحانيب ماحن نداري كسرها من ضلاعه كني ثليبٍ قطعتها الشواذيب وارخصت في قل الثمن بالمباعه منصور وأوصيك بالمنسب الطيب لا تاخذ الا بنت قرمٍ شجاعه بنت الفهد ياتي ولدها كما الذيب وبنت الردي يأتي ولدها نعاعه ان قل ماله راح صوب العاعيب وضرسه حديدٍ حين يكفي متاعه الشاعر: جاء في مقدمة النص عند الصويغ "مما قال ابن دعمان العجمي" وسماه ابن فردوس "مطلق بن دعمان آل خويطر العجمي". دراسة النص: هذا النص من أكثر النصوص الذي حصل فيه اختلاف بين الرواة نتيجة تشابه عدة نصوص في البحر والقافية فداخلوا بينها ونسبوها لغير شعرائها دون ان يميزوا بين السياقات المعنوية لكل نص على حدة فأصبح كل راو يدعي صحة روايته ويضيف على النص الأصلي ما ليس فيه وإن كان يناقض سياقه المعنوي وتلك ظاهرة منتشرة عند الرواة ولكن أن يتبناها الدارسون للشعر دون تمحيص أو تدقيق فهذا قصور لا يليق بباحث لذلك دائما ما نعتمد على تحليل وتفسير النص لربطه بسياق معنوي واحد نستطيع من خلاله ان نميز بين النص الأصيل والبيت المدخل عليه وهذه أداة ناجعة ما لم نجد دليلاً ينفيها وتكون هي الفيصل في التمييز بين النصوص وفي هذا المقال نجد ان النص ورد في مخطوط الصويغ (وتاريخه في حدود عام 1308ه)منسوباً إلى ابن دعمان العجمي وعدد أبياته اثنى عشر بيتا يربطها سياق معنوي واحد حيث الشاعر يحمد الله ان ليس به ميلاً لمجالسة النساء والتشبب بهن وإنما يصاحب الغزاة الذين يمتطون ركائبهم التي ابيض شعر ظهورها من كثرة ما يوضع عليها الرحل وكثيراً ما يقصدون الموارد المائية في القفار الخالية إلا من أصوات السباع، ويقرب راحلته من حي الأعداء حتى أنه يستمع إلى نباح كلاب الحي فيتناولون قرص البر المشوي على الجمر ثم يندفعون تحت جنح الظلام داخلين الى الحي رغم نباح الكلاب ورغم أن أوتاد البيوت مشتركة حيث تربط فيها الحبال مع بعض لتكون حاجزاً تتعثر فيه الإبل فتثير انتباه أهلها عند حركتها فكل ذلك لا يخيف الغزاة بل ينتظرون إلى أن يغط الحي في السبات ويسقط لحاف النساء عنهن دلالة التعمق في النوم وعند ذلك يتسللون إلى مكان الإبل ويختارون الإبل الشابة السمان ويتركون أحدهم ويسمونه (القعيدة) في مكان محدد عند رواحلهم وعندما يطاردون فإنه يحمي أصحابه المطاردين من الحي ثم يمتدح نفسه بالشجاعة حيث يتقدم إلى داخل الحي وكأنهم أهله فيسوق الناقة الشابة غير وجل وبعد ذلك يسلكون الطرق الوعرة في هروبهم بالغنائم لا يخشون على إبلهم من الكسر أو الإصابة ليختم قصيدته موصياً ابنه منصور باختيار الزوجة شريفة النسب التي يشتهر والدها بالمروءة والشجاعة حتى تنجب له ولداً شجاعاً كالذئب بينما بنت الرجل الوضيع يكون ولدها رديئاً لا هم له سوى اللعب والطعام فقط. بينما نجد أن هناك نصا للشيخ شالح بن هدلان يرثي فيه ابنه ذيب ويتشابه معه نص ابن دعمان العجمي في القافية والوزن وسياقه المعنوي مختلف عنه وليس بين النصين تداخل في الأبيات حسب ما نشر في ديوان (شالح بن هدلان) وأبيات النص ثلاثة عشر بيتا منها: يا ربعنا ياللي على الفطر الشيب عز الله أنه ضاع منكم وداعه رحتوا الطوعات مثل العياسيب وجيتوا وخليتوا لقلبي بضاعه خليتو النادر بدار الأجانيب وضاقت بي الآفاق عقب اتساعه تكدرن لي صافيات المشاريب وبالعون شفت الذل عقب الشجاعه يا ذيب انا باوصيك لا تأكل الذيب كم ليلةٍ عشاك عقب المجاعه كم ليلة عشاك حرش العراقيب وكم شيخ قومٍ كزته لك ذراعه.. إلى آخر أبيات النص وهي لم تتقاطع مع نص ابن دعمان في أي من الأبيات، وبالتالي لا خلاف على صحة نسبة النص إلى شالح بن هدلان إلا أن هناك نصا آخر على نفس القافية والوزن نسب لشالح ابن هدلان وعدد أبياته أربعة عشر بيتا وهي: ذيبٍ عوى وانا على صوته اجيب ومن ونتي جضت ضواري اسباعه عز الله اني جاهلٍ ما اعلم الغيب والغيب يعلم به حفيظ الوداعه يالله يا رزاق عكف المخاليب يا محصيٍ خلقه ببحره وقاعه تفرج لمن صابه جروحٍ معاطيب وقلبه من اللوعات غادٍ ولاعه إن ضاق صدري لذت فوق المصاليب ما نيب من يشمت فعايل ذراعه صار السبب مني على منقع الطيب ونجمي طمن بالقاع عقب ارتفاعه يا طول ما هجيتهن مع لواهيب ولاني بداري كسرها من من ضلاعه وياطول ما نوختها تصرخ النيب وزن البيوت اللي كبارٍ رباعه أضوي عليهم كنهم لي معازيب اليا رمى زين الوسايد قناعه أضوي عليهم واتخطى الاطانيب واخذ مهاوية الجمل باندفاعه أبا أنذر اللي من ربوعي يبا الطيب لا ياخذ الا من بيوت الشجاعه يجي ولدها مذربٍ كنه الذيب عزٍ لبوه وكل ما قال طاعه وبنت الردي يأتي ولدها كما الهيب غبنٍ لبوه وفاشله بالجماعه يا كبر زوله عند بيت المعازيب متحري متى يقدم متاعه فنجد أن هناك أبياتا تقاطعت مع نص ابن دعمان العجمي وحصل فيها تغيير ولاشك أن التدخل في أبيات النص من الرواة واضح حيث فقدت الترابط في سياق معنوي واحد حيث اختلفت الأبيات الستة الأولى عن الأبيات الأخيرة واختلف أسلوب الشاعر ويرجح لدي أن ما جاء عند الصويغ هو الصحيح لتقدم زمن المخطوط بما يقارب عشرين عاما على وفاة ذيب بن شالح بن هدلان كما أن هناك من ينسب للفارس شليويح العطاوي نصاً عدد أبياته ستة ذكرها الفهيد وهي: الحمد لله ما عشقت الرعابيب ما ادري طبع او مبعدتني قلاعه خاويت شبانٍ على فطرٍ شيب كم ماردٍ جيته تعاوى سباعه ياما لمسنا قرصنا بالمشاعيب وياما دفعناهن ورا الشمس ساعه كم ليلة عقلتها تضرس النيب وانا اتوحى نبح كلب الجماعه رحت اتخطى كنهم لي معازيب اليا رمى عذب الثنايا قناعه اهدي الحامي واخطر الاطانيب واندس مهاوية الجمل باندفاعه فنلاحظ أنها تتقاطع مع نص ابن دعمان ولكن زمن شليويح سابق لزمن مخطوط الصويغ فلماذا لم ينسبها الصويغ لشليويح كما أن لهجة الشاعر العجمي واضحة على النص عند الصويغ؟! ومما سبق يرجح لدي أن النص الصحيح هو لمطلق بن دعمان العجمي وقد تدخل فيه الرواة بالزيادة والتحريف ونسبوه لغيره.