قد يشاهد الناسور والخراج حول الشرج في مجموعتين مختلفتين من المرضى الأطفال بسببين وامراضيين وسبيلي علاج مختلفين وهما المجموعة الأولى: الأطفال بدون اي سبب مؤهب وواضح والمجموعة الثانية هي الأكبر سنا مع وجود اسباب مؤهبة وواضحة. المجموعة الأولى: شائعة نسبيا وتتضمن الرضع وعادة الصبيان دون عمر السنتين، وكيفية حدوث الناسور غير مفهومة تماما ويترح الخراج بعد تكوينه داخل جدار المستقيم في نهاية الأمر عبر فتحة في الناحية حول الشرج، ويتلاشى الالتهاب بعد حدوث هذا الترح وذلك لنزول الصديد، الا ان الناسور الذي يصل بين المنطقة المصابة والناحية حول الشرج يبقى على حالة، ويقع الناسور على مقربة من لمعة الشرج، الذي يجعل الحالة سليمة جدا بالنظر لعدم تعرض وظيفة المعصرة لأي ضرر. المجموعة الثانية وتشمل المرضى الذين يزيد عمرهم عن سنتين والمصابين بالخراج حول المستقيم او حول الشرج مع وجود مرض مؤهب بما في ذلك ما يتعلق ببعض الأدوية او المناعة، سرطان الدم، الايدز، الداء السكري، وداء كروت والجراحة السابقة على المستقيم (كما في مرض هيرشبرنج) رتق الشرج او بعد استخدام الأدوية الكابتة للمناعة، وينظر الى هذه الحالة على انها اكثر خطورة ويعتمد الانذار النهائي لها على المرض المؤهل (السبب) الموجود اصلا، وقد يكون الخراج عميقا وربما يمتد بسرعة مع اعراض سمية مرافقة اذا ما كان المرض المسبب مصحوبا بالكبت المناعي، وينتشر في جميع انحاء الجسم. التظاهرات السريرية: بالنسبة للرضع الذين يعانون من ذلك الشرخ يصابون بحمى منخفضة والتهابا حول الشرج ومن ثم تتشكل بثرة يترح الخراج عبرها وبمجرد حدوث ذلك يساعد على زوال الاعراض فيما بعد حيث يذهب الالتهاب وتشفى البثرة ولكن وبعد اسبوع او عدة اسابيع مع الأسف يعاود الترح القيمي ثانية ويستمر على هيئة معاودة ومزمنة واذا ما تركت الحالة على وضعها، تشفى عفويا قبل انتهاء سنتين من العمر. اما في الحالات الاخرى من ذوي الحالات المؤهبة فتكون الحمى شديدة احيانا طبقا لشدة المرض ونقص مناعة المريض، وربما تغيب الحمى، كذلك هناك التهاب مع حرارة موضعية حول الشرج وقد يصاحب ذلك تسمم في الدم نتيجة لقلة مناعة المريض. العلاج: بالنسبة للأطفال والذي لا يعانون من اي مرض مؤهب فانهم لا يحتاجون الى اية معالجة نظرا لكون الوضع لديهم مجددا لنفسه، واحيانا يمكن تحقيق نزح وازالة الخراج تحت التخدير الموضعي، اذا كان المريض منزعجا بصورة كبيرة ويؤدي ذلك الى زوال الألم والحمى، لكنه لا يضمن عدم حدوث الناسور، ويمكن ان يكون الناسور مزمنا يتحتم على الجراح التعامل معه بفتحة وكية. اما بالنسبة للاطفال الأكبر سنا والذين يعانون من امراض مؤهبة الى معالجة انشط وتدبير للحالة المؤهبة، ويجب اعطاؤهم المضادات الحيوية المناسبة وينادي الجراح للتعامل مع هذا الخراج جراحيا، اما في بعض الامراض المصاحبة فيصعب على طبيب الاطفال والجراح علاج ذلك.