هي الأيام تأتي وترحل وتغرس وتقطع وتبني وتهدم وتسطع وتخفت أيام يقدم لك فيها أشخاص الفرح على أطباق من ذهب يجعلونك تقفز تغني ترقص لا يتوقفون عن العزف وأنت لا تتوقف عن المرح، أفراح يمازجها صياح يدخلون السرور على قلبك بمهاراتهم يجبرونك على التصفيق على إبداعاتهم يركضون وتركض آمالك معهم يراوغون الخصوم فيراوغ طموحاتك كل الصعوبات العالقة في ذهنك يهزون الشباك فتصرخ نعم فعلوها وللبطولة حققوها وكل الجماهير أسعدوها، نعم يبقى الثنائي الذهبي الذي جاء في وقت تهاوت فيه النجوم الهجومية للأخضر السعودي حتى صار هجومنا هو أكثر داء يعيق المنتخب من تحقيق البطولات ولكن هذين الاسمين ياسرالقحطاني ومالك معاذ غيرا هذه الحقبة وفتحا صفحة جديدة عنوانها صقران من نار لا يوقفهما سد عالٍ ولا ثورة بركان نعم أصبحنا نمتلك في تلك الفترة أعظم ثنائي يمتلكان كل شيء السرعة المراوغة الكنترول والضربات الرأسية المحكمة والتفاهم والانسجام الذي حصل بينهما وكأنهم جمعا بقلب واحد وروح واحدة بجسدين منفصلين حيرا المدافعين فتفاهمهما ليس بنظرات عيون بل بإحساس أدهش العقول تحركاتهما جعلت الشرخ في دفاعات الخصم يتسع حتى تظن أن دفاع الخصم هش ولكن ليس لضعف الدفاع بل لروعة ياسر ومالك. في تلك الفترة كنا واثقين تمام الثقة أن الأهداف ستأتي فكيف لا تأتي وأنت تمتلك ليس لاعبين وحسب بل صاروخان نوويان يستطيعان دك أي دفاع نعم أيام كانت رائعة مع هذين النجمين ولكن ولأن النجوم قدر له أن تخفت وأن تتهاوى فقط بدأ الزمان يدور ويأخذ أمجادهم منهم ويسطرها في التاريخ ويبدأ بصفحات جديدة لهما صفحات سيمر عليه أي نجم وهو الانهيار والضياع والحيرة في اختفاء المهارات التي كانا يمتلكانها، فأما مالك فكانت أيامه أصعب من ياسر فحفرة الإصابات ودوامة الاختلافات مع الكادر الفني أدخلت مالك في نفق صعب الخروج منه فبدأ الظلام يحيط بنور نجوميته ويخفيها رويدا رويدا حتى تلاشى اسمه من عقول محبيه ولم نعد نرى نور النجم المذهل الذي أدهشنا فترة من الزمن وأصبح مجرد ماض جميل نرجو أن يأتي من يعيد تلك الأيام. أما ياسر فاسمه ساهم وإعلام الكاسر جعله يناضل ويحاول أن يعيد الأمجاد ولكن هيهات فسرعة السهم الذي كان يطلقه كانت لا أحد يستطيع أن يراها حتى اصبح غير قادر أن يطلق سهامه عجبا يا ياسر ما فعلت الأيام بمهاراتك وبسرعتك وبحسك التهديفي وبضربات رأسك الذهبية، ومهما بهتت نجوميتك ستبقى ساطعا في قلوبنا ونرى كبرياءك يعاند واقعك ونرى خطوات أقدامك تحبط طموحاتك نشعر بأنك تريد أن تبذل كل ما تملك من أجل اعادة أمجادك ولكن طاقاتك نفدت ونجوميتك بهتت وآخر صفحات إبداعاتك قد أقفلت فأنظر لزميلك في "الصقور الخضر" كيف تلاشى واختفى فهل تنتظر حتى يحل عليك المصير أم تنتظر حتى يصرخ الجمهور إرحل يا ياسر إرحل سأقولها لك وبكل صدق أنت رقم مستحيل واسم من الصعب تكراره فمهما انتهى عليه تاريخك ومهما كثرت الانتقادات في سجل تاريخك ستظل من أفضل النجوم التي بزغت في الكرة السعودية وبالختام حينما اتذكر ما قدمه مالك وياسر للمنتخب وأهدافهم الأسطورية الرائعة لا نملك لهم سوى الشكر.