النجومية هي نتاج عطاء وبذل وجهد وإنجازات وأخلاق؛ فهي تأتي تراكمية، ولكن هناك من لا يعرف التعامل مع هذه النجومية عندما تأتي فجأة فتجد الكثير يتوارى سريعا بعد نجومية مؤقتة هي في الأصل مصنوعة. أما النجومية التي أتت بجد واجتهاد فهي تنطبق على كثير من النجوم فمثلا في الهلال ياسر القحطاني وفي الأهلي مالك معاذ وفي النصر سعد الحارثي، هم نجوم أثروا الساحة الرياضية بحضور بارز ومؤثر سواء كان هذا الحضور مع فرقهم أو مع المنتخب السعودي فقد كان لهم صولات وجولات في محافل عدة. ولكن يتبادر إلى ذهني كما يتبادر إلى أذهان عشاق هذه الأندية سؤال بسيط ولكنه غائر: أين هؤلاء النجوم؟ بالرغم من فاعليتهم ومناداة جماهيرهم لهم في مشاركات مضت، إلا أن نجمهم أفل وهوى دون سابق إنذار، لقد كانت أنديتهم تراهم يتهاوون دون حراك إداري بل على العكس كانوا يوهمونهم بالمعالجة النفسية الطفيفة بقولهم «ما عليك مستواك ثابت» أنت نجم بلا نظير. الفرص التي تحصل عليها هؤلاء النجوم سابقا لو حصل عليها الآخرون لأضافوا لقائمة النجوم نجوما آخرين تباهى النادي بهم وتغنى، ولكن الإصرار وغياب التهيئة والمعالجة النفسية الاحترافية على مستوى كرة القدم السعودية أثر كثيرا في تجاوز اللاعب مواقف عدة من الممكن أن تنهي مسيرته الرياضية. ياسر، ومالك، وسعد بالتضامن مع أنديتهم هبطت مستوياتهم فالنادي لم يقم بدوره على أكمل وجه، بينما هم لم يستطيعوا التأقلم مع النجومية الطاغية التي توشحتهم، فمنهم من هو خارج التشكيلة، ومنهم من لا يزال يحاول البحث عن الذات، والآخر يحاول إعادة اكتشافه مرة أخرى، يبدو أن الهاجس بدأ في التلاشي بعدما حصل كل منهم على أهدافه من عالم الكرة فلم يعد يشكل هذا الهاجس شيئا بالنسبة لهم. هناك خيط رفيع من الممكن التشبث به في حال أراد كل منهم العودة إلى مستواه المعهود فالطموح متاح أمامهم، والقدرة لديهم، والإصرار والعزيمة. آخرا: ما أجدر الماء بإطفاء اللهب.