ضيف المخيم الشبابي الصيفي بجدة فضيلة الشيخ د. صالح بن غانم السدلان عضو هيئة كبار العلماء وأستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث ألقى محاضرة قيمة بعنوان «حرمة الدماء المعصومة»، بدأها بإيضاح مفردات العنوان وما كفلته الشريعة الإسلامية من حصانة ومناعة واحترام للنفس البشرية من القتل، ثم عدّد أنواع الدماء التي تندرج تحت هذه الحرمة، وأولها دم المسلم الموحد فهو معصوم محروس من الله، توعد الله من اعتدى عليه بعقوبات لم يبينها في أي حكم آخر من الأحكام وذلك بقوله عز وجل: {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً}، ثم دم المعاهد من غير المسلمين الذين بينهم وبين الدولة الإسلامية عهد وميثاق، ثم المستأمن الذي دخل بلاد المسلمين لفترة مؤقتة بأمان منهم، وكذلك الكافر غير المحارب الذي لا يؤذي المسلمين والذمي وهو المواطن غير المسلم الذي يلتزم بأنظمتها وبدفع الجزية، وكذلك الرسل وسفراء الدول لا يجوز قتلهم، بل والنفس الإنسانية بصفة عامة معصومة الدماء في غير مواطن الحرب والقتال، وحتى في هذه الحالات هناك أصناف نهت الشريعة عن قتلهم أثناء المعارك ومنهم رهبان الصوامع والنساء والأطفال الذين لم يشاركوا في القتال. ثم انتقل فضيلة الشيخ السدلان إلى أعمال التفجير التي تقوم بها الفئة الضالة من المكفرين الذين استحلوا دماءً برئية حرمها الله، وقتلوا أُناساً لا ذنب لهم ولا جريرة إلا تواجدهم في مواقع الأحداث التي اختاروها لجرائمهم النكراء، وهم بذلك يكونوا قد ارتكبوا العديد من المعاصي الباطلة أهمها: - نقض العهود والمواثيق التي أمر الله ورسوله بالوفاء بها في أكثر من موطن من الكتاب والسنة المطهرة، التي أكدت على صيانتها وحفظها ورعاية الذمة فيها. - الظلم البين لأشخاص أبرياء لا معنى لاستهدافهم، تحت حجج بالية واهية، فمن قاموا بتفجيرات لندن زعموا أن فعلهم انتقام من الحكومة البريطانية وتيتم أبنائهم، وهم لم يقوموا بهذا الغزو، ومنهم يقيناً مسلمون ومنهم من عارض هذا الغزو، ومنهم من لم ينتخب هذه الحكومة، فهؤلاء جميعاً سيقفون أمام الله يوم القيامة ممسكين بتلابيب من قتلهم غدراً وظلماً وعدواناً ويقولون يا ربنا سلة فيم قتلنا؟. والظلم لا يتهاون الله فيه. - ثم تأتي الثالثة وهو ما أحدثه هؤلاء الضُلال من تشويه لصورة الإسلام وما استجلبوه من العداوة على المسلمين انتقاماً لهؤلاء المغدورين، وما يترتب على ذلك من تضييق على الدعوة الإسلامية، ونظرة الشك والريبة للمسلمين في كل مكان.