يتميز القائد الأوتوقراطي المتسلط أو المتحكم بأنه يحاول تركيز كل السلطات في يده، ويحتفظ بالقيام بكل صغيرة وكبيرة بمفرده، ويصدر أوامره وتعليماته التي تتناول كافة التفاصيل ويصر على إطاعة مرؤوسيه لها.. ولذلك فهو لايفوض سلطاته ولو أن ذلك بإمكانه بل يحاول بكل جهده دائماً توسيع نطاق سلطاته وصلاحياته ومدها لتكون كل من الحرية لمرؤوسيه في التصرف دون موافقته الخاصة. ويتبع مثل هذا القائد أسلوب الإشراف المحكم أو الوثيق على مرؤوسيه، لعدم ثقته بهم، فهو دائم الشك فيهم ويتصور أنه بإمكانه عن طريق التعليمات والأوامر أن يؤمن جانبه مما يدعيه من مؤامرات مرؤوسيه أو الاحتياط مما يسميه عدم أمانتهم، غير مدرك لما يترتب على ذلك من إثارة القلق والتوتر في نفوسهم وتبدو هذه الخصائص ظاهرة من خلال ميل مثل هذا القائد إلى أن يكون آمراً لمرؤوسيه وليس وكيلاً يعمل بإسمهم واعتماده على الأوامر والتعليمات التي تتسم بالجمود والصرامة والغموض بدلاً من التعاون مع مرؤوسيه لإنجاز العمل وتطبيقه للأنظمه على كل مرؤوسيه دون أن يعير اهتماماً أو تقديراً لظروفهم وأحوالهم. والقائد من هذا الطراز لايشرك مرؤوسيه في مباشرة مهامه أو في صنع قراراته فهو يحدد منفرداً سياسات المنظمة وخططها دون مشاورة مرؤوسيه في ذلك فيرصد الخطط الرئيسية ويكون لديه وحده علم بتتابع خطوات عمل مرؤوسيه في المستقبل لأنه لايعطيهم معلومات تفصيلية عن خطط المستقبل بل يخبرهم عن الخطوات الآتية التي يجب أن يسيروا عليها، ويملي على كل عضو مايجب عليه أن يعمله، كما يحدد نوع العلاقات بينه وبين مرؤوسيه في نطاق العمل. وفي اتخاذ القرارات يقوم منفرداً باتخاذ القرار ويعلنه على موظفيه، دون إعطائهم أية فرصة للمشاركة في صنعه.. فهو وحده الذي يحدد المشكلة ويضع لها الحلول ثم يختار أحد الحلول الذي يراه مناسباً وبعد ذلك يعلم مرؤوسيه بهذا القرار لتنفيذه. وهو بهذا لايعطي مرؤوسيه أية فرصة لمناقشته فيما يقرر ولايضع في اعتباره رد فعل المرؤوسين نحو القرار المتخذ من قبله. وفي تعامله مع مرؤوسيه يبدو قليل الثقة فيهم ولايعير العلاقات الإنسانية أي اهتمام.. فقد ثبت أن سلوك القائد الأوتوقراطي المتسلط يتميز بكونه قاسياً وصارماً في تعامله مع مرؤوسيه ولم يكن يراعي الجو النفسي المحيط به، وأنه غالباً مايكون منعزلاً عن موظفيه في أكثر الأوقات حيث لم يكن يتصل بمجموعته إلاعندما كان يعرض نماذج العمل، ولم يكن يبدي مشاعر طيبه نحوهم إلا نادراً فقد كان طيباً مع من كان يتفانى في العمل فيتميز بعدم قدرته على المحافظة على النظام بين مرؤوسيه في أكثر المواقف، وتردده في إتخاذ القرارات أحياناً والإحجام عنها والرجوع فيها بعد اتخاذها أحياناً أخري.. فضلاً عن أنه سريع الغضب والانفعال، مما يجعل تصرفاته تتسم بالتخبط في المواقف الحرجة ، ويبدو التنظيم الذي يقوده وكأنه عرض يقدمه رجل واحد. في إنجازه للعمل: يركز مثل هذا القائد على إنجاز العمل وعلى المحافظة على مركزه، حيث يبدو اهتمامه بنفسه واضحاً من خلال محاولته تحسين مركزه والحصول على ترقيته ولو على حساب مرؤوسيه وممارسته مهامه في الإطار الذي يعزز شخصيته ومركزه.. وفي أكثر الأحيان ينسب كل نجاح تحقق في إدارته لنفسه وليس لموظفيه، فيكثر من التفاخر بالنتائج التي تحققت وكأنه حققها بمجهوده الشخصي، وإذا فشل في حل بعض المشاكل أو في مواجهة بعض المواقف التي تتطلب مهارة وكفاءة فإنه يحاول التنصل من المسئولية. وقد يتهمهم بالقصور وعدم الفهم وعدم الالتزام بتعليماته وأوامره . إن القادة ذوي الميول التسلطية ينقصهم في الغالب بعد النظر والحكم الصائب على الأمور وأنهم يركزون اهتمامهم بوضع مرؤوسيهم وحاجاتهم وأن هذا السلوك كان يؤدي في الغالب إلى فشلهم في آداء مهامهم بنجاح وإلى عدم قدرتهم على التكيف مع المواقف الإدارية ومواجهتها بفاعلية.