لا شك أن القاعدة في النجاح هي أن كل عمل ناجح وراؤه مدير ناجح وكل مدير ناجح وراؤه طاقم ناجح.. وهكذا فهي مسألة يسند فيها النجاح النجاح.. لتكون النتيجة النهائية لتكاتف الجهود إبداعا إداريا. فالمدير غالباً هو الشخص الأكثر خبرة في العمل، صاحب سلطة القرار في المدرسة، له أفضل المميزات التي لا يستطيع الموظف العادي الحصول عليها، وذلك مقابل إشرافه على سير العمل داخل مدرسته وتطويرها،مما يجعله موضع حسد وأحياناً سخرية الكثير من مرؤوسيه. والمديرون أشكال وأنواع مختلفة فمنهم المتسلط، المراوغ، والمُحبِط، لذلك أصبحت تصرفاتهم مادة خصبة لتعليقات الموظفين، لكن بالطبع هنالك مديرون مريحون يعملون على توفير جو عمل مريح لمرؤوسيهم لإيمانهم بأنك إذا عملت على راحة الموظف فإنه سوف ينتج ويعطي أفضل ما عنده وسوف يكون ولاؤه لعمله داخل المؤسسة، وهم غالبا أناس طيبون لا تسعدهم تعاسة موظفيهم فيعملون على حل مشاكل الموظفين وعلى راحتهم، وهنالك أيضاً مديرون عكس النوع الأول يسببون المشاكل ولا يحلونها، فصاروا كابوسا مزعجا لمرؤوسيهم. فيا ليت شعري أي نوع من المديرين مدير هذه المدرسة الثانوية والذي أصدر ومع أول أيام الدراسة قرارا ديكتاتورياً على طلابه بإلزام كل طالب من طلاب مدرسته بحمل طاولته وكرسيه الدراسي من مبنى المدرسة القديم إلى المبنى الجديد... وأود أن أقف مع هذا القرار بعض الوقفات المختصرة علها توقظ النائم وتذكر الغافل: الوقفة الأولى : وقفة تأمل... فعندما رأيت ذلك المنظر المشين وغير التربوي وما نتج عنه من تبعات سيئة سواء من تعطيل حركة السير في الشارع الرئيس أو فوضى عارمة بين الطلاب دون رقيب أو حسيب... لا شك أن كل ذلك وغيره جعل خيالي يسرح بعيدا جاعلا عددا من العلامات الاستفهامية المبهمة حول ذلك الطالب المسكين الذي جاء لينهل من ثمرات العلم في أول أيام الدراسة ثم فجأة تم تحويله بدون أي ذنب أو خطيئة إلى عامل أو حمال. الوقفة الثانية : من المسؤول عن هذا القرار الديكتاتوري ؟ هل هو مدير المدرسة الثانوية ورغبته في الانفصال بطلابه للمبنى الجديد ليتم ترتيب وتنظيم قراراته الإدارية الأمر الذي أدى به إلى عدم نهج التخطيط العلمي السليم في التعامل مع مثل هذه القرارات؟ أم إن المسؤول هو مدير مكتب التربية والتعليم بالعرضية الجنوبية وعدم اهتمامه وتواصله بمتابعة إجراءات النقل وانشغاله بعمل الزيارات للمدارس ناسياً أن كل طالب من أولئك الطلاب أمانة لديه... من أبسط حقوقهم تهيئة الجو الدراسي الملائم بعيداً عن كل المنغصات والمكدرات؟ أم أن المسؤولية كل المسؤولية تقع على عاتق أولياء الأمور وسكوتهم غير المبرر على بعض القرارات ؟ الوقفة الأخيرة: نرجو من أولياء الأمور أن يقفوا بجوار أبنائهم الطلبة ومن السادة المسؤولين أن يتريثوا قبل إصدار القرارات مع الاتعاظ مما حدث نتيجة القرارات العشوائية التي كان ضحيتها الأول والأخير هو الطالب، وأن يتكاتف الجميع من أجل بناء تعليم جيد ينتج أجيالاً يُعتمد عليها.. والشرط الوحيد هو أن نكون معاً لإصلاح التعليم من أجل التربية.