مع انتهاء عهد محمود أحمدي نجاد ووصول رجل دين معتدل الى سدة الرئاسة في ايران، تفقد اسرائيل "فزاعة" اعتادت التلويح بها لاقناع حلفائها الغربيين باللجوء الى الخيار العسكري ضد البرنامج النووي الايراني، بحسب خبراء اسرائيليين. وكتبت صحيفة يديعوت احرونوت الواسعة الانتشار هازئة "ماذا سنفعل من دون الفزاعة، المتعصب أحمدي نجاد؟ ماذا سيحل بنا من دون "هتلر الفارسي"؟ علينا إما العودة الى الواقع او العثور سريعا على شيطان جديد". ومنذ الاعلان عن الفوز المفاجئ لحسن روحاني، رجل الدين الذي يوصف بانه معتدل، في الانتخابات الرئاسية الايرانية، سارع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وصقور حكومته الى التشديد على ان هذه الانتخابات لن تقلب المعادلات القائمة وبالتالي يجب الاستمرار في الضغط على طهران. وقال نتنياهو خلال اجتماع لمجلس الوزراء أمس الأول إن "المجتمع الدولي عليه الا يتوهم وينجر الى تخفيف الضغوط على ايران لوقف برنامجها النووي". وتتهم اسرائيل التي تعتبر القوة النووية الوحيدة في المنطقة، ومعها الدول الغربية ايران بالسعي الى التزود بالسلاح النووي تحت ستار برنامج مدني، وهو ما تنفيه طهران. واتخذت هذه الدول سلسلة عقوبات ألحقت أضرارا بالاقتصاد الايراني. وأكد نتنياهو ان "ايران ستحاكم على افعالها"، مضيفا "اذا اصرت ايران على مواصلة تطوير برنامجها النووي، الرد يجب ان يكون واضحا: وقف برنامجها النووي بكل الوسائل اللازمة". ويوضح الاختصاصي في الشؤون الدفاعية في صحيفة هآرتس اليسارية الاسرائيلية عاموس هاريل انه "بوجود روحاني كوجه جديد لايران وهو شخص اكثر اعتدالا يريد رفع العقوبات الدولية ولن يعتمد خطابا ديماغوجيا إنكاريا (لمحرقة اليهود) لطالما اعتمده سلفه، سيجد نتنياهو صعوبة اكبر في اقناع العالم بأن خطته لمهاجمة المنشآت النووية الايرانية ضرورية". ويضيف هاريل "على الرغم من ان احمدي نجاد لم يكن له دور كبير في صياغة السياسة النووية الايرانية، كما اقر بنفسه مؤخرا، الا ان شخصيته المثيرة للسخرية بعض الشيء وتصريحاته المجنونة جعلت من الاسهل على اسرائيل ان تثبت الخطر الكامن في امكانية تزود نظام الائمة المتشدد بأسلحة دمار شامل". الى ذلك، يشير خبراء الى ان الرئيس الايراني الجديد قاد في السابق فريق المفاوضات مع القوى الغربية بشأن البرنامج النووي وبالتالي يعرف تماما هذا الملف. من جهته، اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية أفيغدور ليبرمان أن الرئيس الإيراني الجديد ليس معتدلا أكثر من سلفه محمود أحمدي نجاد وإنما هو محنك أكثر، وحذر من أنه في حال حدوث مواجهة بين إسرائيل وسورية فإن الرئيس بشار الأسد سيخسر الحكم. وقال ليبرمان لإذاعة الجيش الإسرائيلي أمس "لست واثقا من أنه (روحاني) رجل أكثر اعتدالا وإنما هو رجل أكثر حنكة". وأضاف ليبرمان أن الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، الذي يعتبر معتدلا وإصلاحيا، دعم روحاني وأن "خاتمي لم يتجاوز مصفاة حرس الثورة، وببساطة فإن روحاني تجاوزها". وصرح مسؤولون إسرائيليون، في مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأن التعامل مع أي رئيس إيراني منتخب هو من خلال سياسته في المجال النووي، لكنهم أشاروا إلى أن الرئيس ليس مقررا في هذا السياق وإنما المرشد العام للجمهورية الإسلامية علي خامنئي. وقال ليبرمان إنه "حتى خاتمي لم يوقف البرنامج النووي عندما كان رئيسا لإيران، ولم نسمع أي تصريح (من روحاني) بأنه سيوقف البرنامج النووي أو أنه لن يتدخل في القتال الدائر في سورية، ولم نسمع منه أنه سيوقف تحويل الميزانيات إلى حزب الله في أعقاب الوضع الاقتصادي السيئ في إيران".