فاز المعتدل حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الايرانية منهيا ثمانية اعوام من حكم المحافظين في ايران، وفق ما اعلن وزير الداخلية الايراني السبت. وفور اعلان النتيجة تجمع نحو الف شخص في احدى الساحات الكبيرة بوسط طهران للاحتفال بفوز مرشحهم وفق مراسل فرانس برس. ولوح هؤلاء بصور لروحاني وأدوا اناشيد. وفي شمال المدينة تم الاحتفال بفوز روحاني بإطلاق العنان لابواق السيارات. ووجه التلفزيون الرسمي تهنئته الى الرئيس الجديد. واشاد روحاني الذي فاز ب50,68 في المئة من الاصوات، ب"انتصار الاعتدال على التطرف" في بيان تلي مساء السبت عبر التلفزيون الرسمي. واكد روحاني ان "هذا الانتصار هو انتصار الذكاء والاعتدال والتقدم (...) على التطرف". وطلب الرئيس الايراني المنتخب من المجتمع الدولي "الاعتراف بحقوق" ايران ليحصل في المقابل على "رد ملائم"، في اشارة الى مفاوضات الملف النووي، وذلك في بيان تلي عبر التلفزيون. وقال روحاني "على الساحة الدولية، ومع الفرصة التي انتجتها هذه الملحمة الشعبية، (اطالب) من يتغنون بالديموقراطية والتفاهم والحوار الحر(الدول الغربية) بأن يتحدثوا باحترام الى الشعب الإيراني ويعترفوا بحقوق الجمهورية الاسلامية، حتى يتلقوا رداً ملائماً"، في اشارة الى المفاوضات النووية المتعثرة مع الدول الكبرى. بدوره، وجه الرئيس الإيراني المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد رسالة تهنئة الى روحاني. وكانت اعادة انتخاب احمدي نجاد العام 2009 اشعلت تظاهرات لأنصار المرشحين الاصلاحيين الذين تحدثوا عن عمليات تزوير كبيرة. وتم قمع الحركة الاحتجاجية بشدة واعتقل العديد من القادة المعتدلين والاصلاحيين. واوضح الوزير مصطفى محمد نجار في النتائج النهائية التي اعلنها ان روحاني الذي حظي بدعم المعسكرين المعتدل والاصلاحي حصل على 18,6 مليون صوت، اي 50,68 في المئة في الدورة الاولى للانتخابات متقدما على خمسة مرشحين محافظين. وبذلك، تقدم روحاني بفارق كبير على رئيس بلدية طهران المحافظ محمد باقر قاليباف (6,07 ملايين صوت) وكبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي (3,17 ملايين) المدعوم من الجناح المتشدد في النظام. ولفت نجار الى ان نسبة المشاركة بلغت 72,7 في المئة. واستفاد روحاني (64 عاماً) من انسحاب المرشح الاصلاحي الوحيد محمد رضا عارف كما تلقى دعم الرئيسين السابقين المعتدل اكبر هاشمي رفسنجاني والاصلاحي محمد خاتمي. ومع انه يمثل المرشد الأعلى علي خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي فإن روحاني يدعو إلى مرونة أكبر في التعامل مع الغرب، هذا الحوار الذي كان أداره بين 2003 و2005 في عهد خاتمي. وأشار خلال حملته الى مباحثات مباشرة محتملة مع الولاياتالمتحدة العدو التاريخي لإيران. ورحب خامنئي بانتخاب روحاني وفق ما ورد على الموقع الرسمي للمرشد. وكتب خامنئي على الموقع "أهنئ الشعب والرئيس المنتخب"، مؤكدا ان "على الجميع مساعدة الرئيس الجديد وحكومته". كذلك طالب المرشد الأعلى الايرانيين بتفادي "السلوك غير الملائم" خصوصا من جانب الاشخاص الراغبين في اظهار "فرحهم او استيائهم"، في اشارة الى انصار الرئيس المنتخب ومعارضيه. وعلى صعيد ردود الفعل الدولية قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس السبت ان فرنسا "أخذت علماً بانتخاب حسن روحاني" رئيساً لايران وهي "مستعدة للعمل" معه وخصوصا حول الملف النووي و"انخراط ايران في سوريا". وأوضح فابيوس في بيان "ان فرنسا اخذت علماً بانتخاب السيد حسن روحاني لرئاسة جمهورية ايران الاسلامية". واضاف "ان توقعات المجتمع الدولي من ايران قوية خصوصا بشأن برنامجها النووي وانخراطها في سوريا. ونحن على استعداد للعمل على ذلك مع الرئيس الجديد". وتابع "ان فرنسا تحيي تطلع الشعب الإيراني الذي لا يتزعزع الى الديموقراطية". كما دعت بريطانيا الرئيس الايراني المنتخب الى "وضع إيران على سكة جديدة"، وخصوصا عبر "التركيز على قلق المجتمع الدولي حيال البرنامج النووي الإيراني". وقالت الخارجية البريطانية في بيان "أخذنا علماً بفوز حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية" الإيرانية، و"ندعوه الى وضع إيران على سكة جديدة من اجل المستقبل، عبر التركيز على قلق المجتمع الدولي حيال البرنامج النووي الايراني وعبر الدفع باتجاه علاقة بناءة مع المجتمع الدولي وتحسين الوضع السياسي ووضع حقوق الانسان". من جانبه اعتبر وزير الدفاع المدني الاسرائيلي جيلاد ايردان السبت ان فوز حسن روحاني برئاسة إيران قد يحمل نتائج سلبية بالنسبة لإسرائيل من خلال تخفيف الضغوط الدولية على البرنامج النووي الايراني. وقال الوزير الاسرائيلي المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في مقابلة مع القناة العاشرة الاسرائيلية ان "انتخاب روحاني يمكن ان يقود المجتمع الدولي الى القول (هل ترون، كل شيء بات على ما يرام مع ايران) والتخلي عن ضغطه في الملف النووي". كذلك رأى رئيس حزب كاديما الوسطي ووزير الدفاع السابق شاؤول موفاز تغييرا ممكنا جراء انتخاب روحاني، اكثر المرشحين الى الرئاسة الايرانية اعتدالا. فتاة ترسم شارة النصر وترفع صورة روحاني بعد إعلان فوزه ( الاوروبية)