قال الرئيس الإيراني المنتخب الشيخ حسن روحاني، إن أولوية السياسة الخارجية الإيرانية هي إرساء علاقات ودية مع جميع دول الجوار عملا بمبدأ حسن الجوار والاحترام المتبادل، معربا عن تطلّع إيران "لأن تكون لها علاقات طيبة مع جميع دول الجوار، لاسيّما المملكة ". نسعى للتعامل البناء مع العالم واتباع نهج الاعتدال .. وعلى واشنطن الاعتراف بحقوق إيران النووية وقال إن "لدينا علاقات قوية وجيدة مع السعودية وهناك أرضية للتعاون الاقتصادية والثقافي معها"، مشيرا إلى أن "السعودية تضم قبلة المسلمين". وأضاف "أنا مسرور جدا بأن أول اتفاقية أمنية قد وقعتها أنا شخصياً مع السعودية عام 1998، وأتمنى بأن تكون لنا علاقات وثيقة جدا مع السعودية في المرحلة القادمة". وقال إن حكومته "ستسعى للتعامل البناء مع العالم وأن تتبع نهج الاعتدال"، وقال ردا على سؤال إن الاعتدال هو "الأسلوب الوسطي سواء في المجال الاقتصادي أو السياسي أو الثقافي" . ووصف العقوبات على إيران بأنها "عمل جائر"، معتبرا أنها تعود بآثار سلبية على الغرب نفسه. وقال "سنقوم بخطوتين لإنهاء العقوبات، الأولى هي أننا سنضاعف الشفافية في برنامجنا النووي الشفاف أصلا، والثانية تعزيز الثقة بين إيران والمجتمع الدولي. وبعبارة أخرى سنعمل على رفع الحظر باتباع سياسة خطوة خطوة". وردا على سؤال عما إذا كانت إيران مستعدة لتعليق تخصيب اليورانيوم، قال روحاني إن "إيران تخطت مرحلة تعليق التخصيب"، منوها إلى أنه "توصّل مع (الرئيس الفرنسي السابق) جاك شيراك إلى اتفاق نهائي حول الملف النووي قبل أعوام، إلاّ أن البريطانيين لم يوافقوا عليه بفعل ضغوط الأميركيين"، مشيرا إلى "أننا قطعنا شوطا كبيرا في كسب ثقة العالم". وشدّد على أن حل المشكلة النووية الإيرانية "يجب أن يكون من خلال المفاوضات فقط وليس من خلال التهديد والمقاطعة والوصول إلى الثقة المتبادلة ويجب الاستفادة من التجارب السابقة". وقال إن "هناك فرصة سانحة لإقامة علاقات صداقة بين إيران والعالم"، وأضاف "نؤيد إبداء المزيد من الشفافية والثقة المتبادلة في البرنامج النووي خدمة لهذا البلد وسنعمل على تفعيل المحادثات بين إيران ومجموعة 5+1". ووصف روحاني العقوبات المفروضة ضد بلاده بسبب برنامجها النووي بأنها "ظالمة"، وأكد أن كل ما قامت به إيران كان في إطار القوانين الدولية. وأكد أن الحكومة المقبلة "ستحافظ على الحقوق المشروعة للشعب الإيراني، وتسعى إلى رفع المقاطعة عليه وتقيم علاقات أفضل مع العالم". أما بخصوص العلاقة مع الولاياتالمتحدة، فوصفها روحاني بأنها "مسألة معقدة وصعبة وليست سهلة وبسيطة. فهناك جرح قديم يجب أن نجد حلا لمعالجته". وردا على سؤال عن إمكانية إجراء حوار مباشر بين إيرانوالولاياتالمتحدة، قال روحاني إن "أي حديث مع أميركا يجب أن يقوم على الاحترام المتبادل والمساواة، ويجب أن يكون هناك ظروف معينة". وأوضح أن على الأميركيين ألاّ يتدخلوا في شؤون إيران ويعترفوا بكل حقوق الشعب الإيراني خصوصاً في ما يخص الملف النووي والتوقف عن سياسة الضغط على إيران والنظر بعين واحدة، مضيفا أنه في حال توفرت هذه الظروف ستفكّر إيران في التحاور مع واشنطن "وتخفيف التوتّر" معها. وشدّد روحاني على أنه لن ينسى الوعود التي قطعها للشعب، مضيفا أن "البلاد اليوم بحاجة إلى الاعتدال بعيدا عن الإفراط والتفريط، وبحاجة الوئام والانسجام والاتحاد لتحقيق تطلعات الثورة الإسلامية والشعب الإيراني".