ليس من المعتاد بالنسبة لها، أن تتشاطر الانتباه مع أي خطوات تولد في لحظة يكتفى فيها بتدوين الأجوبة.. ليس من المعتاد أيضاً أن تستسلم فجأة لفتح تلك المرافئ شواطئها، وإشعال ذلك المدى اللامتناهي، ليتحول كل ما فيها إلى ليل بلا ليل، كلما غاصت فيه اقتربت وشعرت بأن امتدادا آخر لما لا تعرفه. من يستطيع تفسير ذلك الجزء الغائم من حضور تلك المرافئ وهي تختبر شجاعتها، وإمكانية حل جميع مركباتها..؟ حاولت أن تذهب بشجاعتها إلى ذلك المسار الذي لا تحدد فيه الخطوات، ولا تُقاس ولكن اكتشفت أنها بخطوات مرتبكة تركت وراءها المسار، واتجهت نحو المرفأ.. وهي في الطريق تتلكأ جالست كل الأسئلة، واستقت كل الإجابات.. واختبأت خلف أطياف الظلال.. حاولت تجاوز المرفأ أتراه مرفأ واحدا أم مرافئ تضيق عليها الخيارات بعد أيام معدودة من التسويف واختراع الحدود ومفردات التسمية اكتشفت أن حدود تلك المرافئ تطهرت من ثباتها واستكانتها المؤقتة.. اقتربت وكأنها تتحرر، وتحررها من الوقوف الطويل، والاختباء تحت وشاح التردد.. يحدث أن تغمرنا الحياة بالإجابات وأن تتمدد اسئلتها كعشب الربيع في تفاصيل العمر يحدث أن تشرق بالحضور وأن تتفتح وتزهر في وقت بدت فيه المدينة وكأنها تهجر أريجها يحدث أن تربح أن تكسب ليس من الجغرافيا التي بدأت تذيبك داخل تفاصيلها ولا من التاريخ الذي أصبحت حائزاً على مسألة الإقامة داخله ماذا يمكن أن تفعل؟ ما أوسع الأرض..! عندما تسترضيك بكل ما عليها ومعها.. وتفتح لك وديانها ومدنها ومرافئها وبعدها لا تحصي عليك كم ربحت؟ ولن تكتفي أنت من الأخذ بما أرادته تعلن ولاءك.. وتتحمل حصتك من الاستكانة داخل تلك المرافئ بحثاً عن الغرق في فيضان الجمال.. بدوت وأنت تصغي وكأنك تستمع إلى مقاطع تروى وسمحر لا يفنى امتد في كل الجهات ابتدع لك المرفأ أحلامك الزرقاء وتلقفتها على حدود مفتوحة لا يطويها الزمن لحظة بلحظة بل ستظل ممتدة بامتداد روزنامة العمر وعيون تلك المرافئ التي استكنت فيها وكأنها الملجأ الذي ظللت زمناً تبحث عنه وتسعى إلى الامتلاء والتدثر به!!!