رغم الظروف الأسرية الصعبة التي مرت على المواطن حسن عبدالرحيم الصايغ (55 عاماً) والتي حالت بينه وبين حلم إكمال الدراسة عندما كان في سن المراهقة حيث اضطر لمزاولة العمل بهدف تأمين القوت ولقمة العيش لإخوانه وأخواته الصغار ليتمكنوا من إكمال دراستهم، إلا انه احتفل مؤخرا بحصوله على شهادة الثانوية العامة قسم طبيعي وبنسبة 96 بالمائة فيما انهي كافة إجراءات السفر للولايات المتحدة بهدف إكمال دراسته الجامعية في مجال إدارة الأعمال في نفس الجامعة التي يدرس فيها ابنة المبتعث ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث. وذكر الصايغ في حديثة ل"الرياض" بأنه اضطر ليترك الدراسة عندما أنهى المرحلة الابتدائية في عام 1391ه نظرا لرغبته بمساعدة والدة في مصاريف الأسرة ما جعله يلتحق بالعمل بأحد المخابز الأوتوماتيكية الحديثة في ذاك الوقت وهو في عمر الثانية عشرة، ومن بعدها عمل في مجال صيانة المباني لعدد من السنوات ومن ثم التحق بشركة تعمل في خدمات البريد، وعندما بلغ سن الثامنة عشرة التحق بالعمل في شركة ارامكو السعودية وذلك في أواخر سنة 1978م ، إلا ان فكرة الانتظام في الدراسة لا تزال تراوده فيما نظام المناوبات في العمل يجعل من الفكرة شبه مستحيلة . وقال " اكبر العقبات التي منعتني من الانتظام بالدراسة كان عملي بنظام المناوبة والتي استمرت لفترة طويلة من حياتي العملية، ولكنها زالت في أواخر السنوات ما جعلني التحق مباشرة بإحدى المدارس الليلية وانهي دراستي في 6 سنوات لم تشهد غياب يوم واحد، رغم بعض الظروف الأسرية والعملية التي جعلتني أفكر في احد الأوقات بالتوقف عن الدراسة إلا أن مدير المدرسة الأستاذ خالد العصيمي الذي يستحق الشكر والتقدير أقنعني بالتغلب على كافة التحديات ومواصلة الدراسة مهما حصل مبديا استعداده لتذليل أي عقبة تقف في طريقي ". وأكد الصايغ الذي تقاعد منذ سنتين ولديه 3 بنات وابن إضافة لثلاثة أحفاد بأنه يستعد للسفر للولايات المتحدةالأمريكية لإكمال دراسته الجامعية بأن حلمه لن يتوقف عند شهادة البكالوريوس بل سيمتد إلى الدكتوراة. يشار إلى أن الصايغ تحصل على تقدير ممتاز في جميع السنوات التي درسها فيما نال ثناء المعلمين ومديري المدارس الذين أعجبوا بإصراره ورغبته الجادة في التعلم ، ما جعل مكتب التربية والتعليم بمحافظة القطيف تكرمه وتقدم له درعا تذكاريا متمنية له المزيد من النجاح .