رغم تزايد أعداد المعتمرين خلال فترة الإجازة الصيفية من داخل المملكة وخارجها إلا أن القطاعات الحكومية بمكةالمكرمة التزمت الصمت تجاه خططها فلم تظهر خطط عمل خاصة للإجازة أسوة بالخطط التي يتم إعدادها وتنفيذها خلال شهر رمضان المبارك وموسم الحج ولعل من أبرز معاناة المعتمرين والتي باتت واضحة في شوارع مكةالمكرمة وأزقتها الخلفية في المنطقة المركزية تكدس أعداد سيارات المعتمرين مما يؤدي إلى إعاقة حركة السير فيلجأ المرور إلى سحب السيارات عبر ونشات خاصة ولعل من أسباب ذلك غياب المواقف الخاصة بالمعتمرين إذ أن إدارة مرور العاصمة المقدسة لم تضع خطة عمل خاصة للصيف توفر من خلالها مواقف لسيارات المعتمرين. وإن كانت إدارة المرور قد بدأت في أوائل الصيف بتشغيلها موقف حجز سيارات المعتمرين بالرصيفة إلا أنها سرعان ما ألغت الفكرة وخصصته لعطلة نهاية الأسبوع. والسؤال الأهم أين يوقف المعتمرون القاطنون بفنادق وعمائر المنطقة المركزية سياراتهم وهل توفرت وسائل الأمن والسلامة والنقل من وإلى مواقف السيارات. مباني المنطقة المركزية ورغم حداِثة معظمها إلا أنها تفتقد للمواقف الخاصة بالنزلاء وأن توفرت لدى البعض من الفنادق فإن ساعة الوقوف الواحدة لا تقل عن خمسة ريالات وهو ما يعني أن على كل صاحب سيارة دفع نحو 120 ريالاً في اليوم الواحد. من الواضح إن السعة الاستيعابية لهذه المواقف غير كافية إطلاقاً فأكبر موقف للسيارات لا يتسع لأكثر من 500 سيارة في حين نجد البقية الأخرى من المباني لا تتوفر فيها مواقف خاصة بالسيارات وإن توفرت فإنها لا تتسع لأكثر من 50 سيارة وسواء كان صاحب السيارة نزيلاً بالفندق أو مجرد معتمر لأيام يقطن في فندق آخر فلابد من دفع أجرة موقف السيارة. والذي يشكل عبئاً مادياً عليه. وسؤالنا هنا لماذا لم تلجأ إدارة مرور العاصمة المقدسة لاستخدام موقف سيارات كدي والذي يعد من أقرب المواقف إلى الحرم المكي الشريف والتنسيق مع الشركة السعودية للنقل الجماعي لتسيير حافلات منه وإليه على مدار الساعة أسوة بما هو عليه الحال خلال شهر رمضان المبارك. «الرياض» التقت بعدد من المواطنين القادمين لأداء فريضة العمرة ففي البداية يقول المواطن علي محمد سعيد الاسمري من خميس مشيط خصصت نحو ألف ريال كأجرة لموقف السيارة بأي من المواقف الخاصة في الأبراج السكنية غير أنني لحظة قدومي إلى مكةالمكرمة لم اعثر على أي موقف إذ كان قدومي يوم الخميس مساء فاضطررت بعد أن تم إنزال عائلتي بأحد الفنادق إلى السير بأحد الشوارع باحثاً عن موقف للسيارة وبعد أن عثرت على الموقف تركت السيارة مطمئنا عليها إذ لم أقف في الممنوع ولم تكن السيارة داخل منطقة مظلمة من المحتمل سرقتها ولم أحدد موقفها بأي شارع تماماً لأفاجأ بعد أيام وأثناء رغبتي في المغادرة بمعاناة جديدة تكمن في عدم معرفتي بالشارع الذي أوقفت فيه سيارتي مما أثار الشك في نفسي بأن السيارة قد تعرضت للسرقة وكدت أبلغ الدوريات الأمنية بذلك بعد أن مضى أكثر من ست ساعات بحثاً تحت حرارة الشمس وإنني أتساءل لماذا لم يتم توفير مواقف خاصة بالمعتمرين أسوة برمضان. وإن كان المواطن علي الأسمري قد عانى في سبيل الحصول على موقع سيارته نحو ست ساعات فلم يكن مدحت عيسى أحسن حالاً منه إذ يقول قدمت إلى مكةالمكرمة يوم الأربعاء مساء لقضاء إجازة نهاية الأسبوع بها وبعد أن تركت أسرتي داخل إحدى الشقق السكنية سمعت رجال المرور يوجهون نداءاتهم عبر مكبرات الصوت بنقل السيارة من موقعها إلى موقع آخر وكنت واحداً من النزلاء فاضطررت إلى نقل السيارة لكنني كنت أسير في الشوارع ولا أعرف اتجاهاً محدداً للنهاية وأوقفت سيارتي بجوار أحد الكباري معتقداً بأنني سأصل إليها سريعاً عند رغبتي في العولمة إليها وظللت حتى أديت صلاة الجمعة وتوجهت نحو سيارتي لأفاجأ بأن هناك أكثر من كبري في مكةالمكرمة ولا أعرف عند أي منها أوقفت سيارتي مما جعلني أمكث في مكةالمكرمة يومين آخرين استأجرت خلالهما سيارة خاصة لاتحول من معتمر إلى جوال يجوب شوارع مكة بحثاً عن السيارة حتى وجدتها أخيراً وسط سيارات بعضها تخص معتمرين وأخرى تخص مقيمين.