رغم أن أمانة العاصمة المقدسة اعترفت بأن مواقف السيارات التي هيأتها لا تكفي للأعداد المهولة من المركبات التي تصل إلى مكةالمكرمة، إلا أنها اعتبرت أن ذلك النقص يجب ألا يكون مبررا لكثير من التجاوزات والمخالفات التي يقع فيها الكثير من المعتمرين والزوار في الوقوف الخاطئ. وعلى ناصية الشوارع المحيطة بالمسجد الحرام، يظل مألوفا مشهد السيارات المحمولة على رقاب ما يعرف ب «السطحات»، التي تنقل السيارات المخالفة من الشوارع إلى أماكن الحجز، ليتم الإفراج عنها لاحقا مقابل غرامة مالية تصل إلى 100 ريال. لكن البعض يعيب على الأمانة عدم توفيرها أماكن كافية من المواقف، ليتسنى للمعتمرين القادمين من المدن القريبة استخدامها، بدلا من رحلة الكر والفر فيما يعرف ب «ونشات السحب»، التي تتسبب حسب قولهم في خسائر مادية عبارة عن غرامة، وخسائر أحيانا في السيارة لما ينالها من خدوش ربما تكبدهم خسائر فادحة. إلا أن البعض الآخر ومنهم نائب رئيس لجنة النقل بالغرفة التجارية والصناعية بمكةالمكرمة محمد سعد القرشي، ينظر للأمر بصورة مغايرة فيرى أن «هناك مواقف خاصة لمركبات المعتمرين والذاهبين إلى المسجد الحرام في شهر رمضان المبارك من أجل أداء مناسك العمرة أو أداء الصلوات المفروضة والتراويح والتهجد، لكن بعض هؤلاء يخالفون التعليمات، ويتعمدون إيقاف سياراتهم على جنبات الطرق المؤدية لبيت الله الحرام مما يعرضون أنفسهم لسحب سياراتهم عن طريق الونشات، وفي ذلك مخالفة للأنظمة والتعليمات؛ ما يتسبب في الزحام المروري في الطرق المؤدية إلى بيت الله الحرام». لكن أمانة العاصمة المقدسة تعترف على لسان الناطق الإعلامي بوكالة الخدمات بأمانة العاصمة المقدسة سهل مليباري بأن «مواقف السيارات التي هيأتها الأمانة لا تكفي للأعداد المهولة من المركبات، ومع ذلك أتمت الأمانة كافة تجهيزاتها واستعداداتها للشهر الكريم، ويأتي من ضمن ذلك مواقف النقل العام الموجودة حول المسجد الحرام وذلك لاستيعاب الأعداد الكبيرة من سيارات الزوار الذين يتوافدون بشكل كبير خلال الشهر الكريم؛ حيث تمت تهيئة الموقفين الموجودين بمنطقتي باب علي وباب العمرة وبمشاركة مندوبين من إدارة المرور ووزارة النقل، كما أنهت الأمانة استعداداتها في المواقف الموسمية الموجودة داخل مكةالمكرمة مثل كدي والرصيفة والعمرة والعزيزية، التي يتم استخدامها في موسم رمضان لإيقاف سيارات المعتمرين بها ولتخفيف الضغط عن المنطقة المركزية، وقد أجرت الأمانة كافة الأعمال اللازمة في تلك المواقف من إنارة ونظافة وأعمال سفلتة بالإضافة إلى متابعة ومراقبة الكافيتريات المتنقلة الموجودة في هذه المواقف، فضلا عن تهيئة خدمات مواقف حجز السيارات الخمسة الموجودة على مداخل مكةالمكرمة التي يتم استخدامها في الموسم للحيلولة دون تكدس السيارات داخل شوارع وأحياء مكةالمكرمة، وهي تمتد على مساحة تبلغ 110 آلاف متر مربع، وبسعة تصل إلى 50 ألف سيارة، وهذه المواقف هي موقف طريق مكةالمدينة السريع، وموقف طريق مكةجدة السريع وموقف طريق مكةالطائف السيل، وموقف طريق مكة الليث، حيث تشتمل هذه المواقف على مراكز خدمات ودورات مياه وملاحق واستراحات، وتقوم الأمانة بأداء الخدمات البلدية التي تحتاج إليها تلك المواقف مثل أعمال النظافة والتشجير وصيانة الأسفلت، والإنارة والمحافظة على التنظيم العام للموقف بالإضافة إلى الإشراف على أعمال مقاولي تشغيل وصيانة دورات المياه العامة بهذه المواقف ومتابعة نظافتها». من جانب آخر أوضح مدير إدارة مرور العاصمة المقدسة العقيد مشعل بن مساعد المغربي، أنه ليس هناك ما يمنع المعتمرين والزوار من استخدام المواقف المهيأة خارج المنطقة المركزية «هناك حافلات مجهزة تقوم بنقل المعتمرين من وإلى الحرم المكي الشريف خلال شهر رمضان المبارك، عبر الحركة الترددية لنقل المعتمرين من المواقف الخارجية والعودة إلى سياراتهم مرة أخرى عبر مواقف مخصصة في المنطقة المركزية من جهة حي الراقوبة ووقف الملك عبدالعزيز وحي أجياد، كما أنه تم التوسع في مشروع الحركة الترددية للمواقف الداخلية في مكة التي تشمل مواقف سطح الجمرات بالقرب من ربوة الحضارم بحيث تكون هناك حافلات بعد صلاة التراويح ولمدة ساعتين يخصص لها الطريق الشمالي من طريق الملك عبدالعزيز بحيث تنقل المصلين وبزمن لا يستغرق أكثر من سبع دقائق إضافة إلى حركة ترددية للقادمين من جهة تقاطع إشارة مسجد ابن لادن وحتى الوصول إلى موقف الخندريسة أو ما يعرف بالشبيكة»، مشيرا إلى أن حافلات الفنادق الواقعة في أحياء العزيزية والمعابدة والزاهر لن يسمح لها بالدخول إلى المنطقة المركزية بل يتم إنزال المعتمرين في المواقف المخصصة ومن ثم نقلهم إلى المسجد الحرام. ونفى العقيد المغربي وجود مواقف داخل حدود الطريق الدائري الثاني المحيط بالحرم المكي الشريف، مشيرا إلى أنه يتعين على المعتمرين والمصلين اتباع الإرشادات والتعليمات التي يوجهها رجال المرور والتعاون في إيقاف سياراتهم بالمواقف حفاظا على انسيابية الحركة المرورية، وعدم تعطيل مصالح الآخرين، مشيرا إلى أن طريق أنفاق جبل المسخوطة سوف يكون مخصصا لضيوف الدولة وسكان حي جبل أجياد المصافي والعاملين في الفنادق والذين توجد لديهم مواقف مخصصة. وبين أن أكثر من أربعة آلاف رجل أمن ينفذون خطة المرور في شهر رمضان المبارك .