بعد أكثر من عامين من الوقوف على الهامش يعتزم الرئيس الأمريكي باراك أوباما البدء في تسليح المعارضة السورية لكن من المستبعد أن يقلب ذلك سريعا دفة الأمور التي مالت في الآونة الأخيرة لصالح الحكومة وحليفها "حزب الله" اللبناني. وجاء قرار أوباما إرسال سلاح لمقاتلي المعارضة في وقت أعلن فيه البيت الأبيض أنه يمتلك أدلة على أن حكومة بشار الأسد استخدمت أسلحة كيماوية ضد قوات المعارضة. وأوضحت الحكومة الأميركية أنه بالرغم من تأكيدها أن الأسد تجاوز "خطا أحمر" رسمه أوباما فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيماوية فإنها تعتزم أن تتحرك بحذر وبالتنسيق مع حلفائها فيما يتعلق بالخطوات التي يجب اتخاذها. ومع حاجة مقاتلي المعارضة الماسة إلى السلاح بعد انتكاسات لحقت بهم على أرض المعركة مثل سقوط بلدة القصير الاستراتيجية. قال بن رودس مساعد مستشار الأمن القومي الأمريكي إن أوباما قرر زيادة الدعم العسكري للمعارضة من حيث "النطاق والحجم" على حد سواء. وجاء الاعلان الأمريكي الخميس بعد سلسلة من الاجتماعات العاجلة عقدها البيت الأبيض بشأن سورية وسط تصاعد الضغوط في الداخل والخارج على أوباما كي يتحرك بقوة أكبر وشمل ذلك نقدا لاذعا من الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون. وتردد أن الاجتماعات كشفت عن انقسامات بين مساعدي اوباما في هذا الأمر. من جهته أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف امس إن قرار مد المعارضة السورية بالأسلحة من شأنه أن يفشل جهود التسوية السياسية في سورية. وقال بوغدانوف في مقابلة مع قناة (روسيا اليوم) إن قرار مد المعارضة السورية بالأسلحة يشكل عاملا سلبيا يُفشل الجهود الرامية لإيجاد تسوية سياسية في سورية. وأضاف أن الجانب الروسي مستعد، كما اتفق من قبل مع الشركاء الأميركيين، على إجراء مشاورات في جنيف يوم 25 يونيو، لبحث التحضيرات لمؤتمر "جنيف-2" الدولي الخاص بسورية. وأشار إلى أن الكثير سيتوقف على نتائج اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما على هامش قمة "الثمانية" التي ستنعقد في أيرلندا الشمالية يومي 28 و29 من الشهر الجاري. الى ذلك رحّب ممثل الائتلاف السوري المعارض في لندن وليد سفور، بقرار الادارة الاميركية تسليح "الجيش السوري الحر" واعتبر أنه تطور طال انتظاره، معرباً عن أمله في أن يُترجم إلى واقع عملي بأسرع وقت. وقال سفور للمحطة الاذاعية الرابعة بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) امس "إن بلادنا تحت الاحتلال من قبل ايران وحزب الله، ونحتاج إلى رفع حظر الأسلحة فوراً وتزويد الجيش السوري الحر بأسلحة متطورة مضادة للطائرات والدبابات لردع النظام من قصف المناطق المدنية". وقال سفور إن الخيار الدبلوماسي "فشل حتى الآن في ايجاد حل للأزمة في سوريا"، واعتبر أن اعطاء الأسلحة للأيدي الصحيحة "سيضمن عدم وقوعها في الأيدي الخطأ"، مشيراً إلى "أن رئيس أركان الجيش السوري الحر، اللواء سليم ادريس، قدّم هذه الضمانات للأوروبيين والاميركيين". وفي برلين انتقد وزير الخارجية الألماني السابق، فرانك-فالتر شتاينماير، خطط الحكومة الأمريكية لدعم الثوار في سورية عسكريا. وقال شتاينماير، الذي يرأس حاليا الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض، في تصريحات لإذاعة "راديو برلين-براندنبورج" الألمانية امس: "يوجد في سورية أمور كثيرة تعاني النقص، لكن الشيء الوحيد الذي ليس به نقص، هو الأسلحة". واعرب شتاينماير عن تحفظه إزاء الموقف الأمريكي في هذا الشأن، مضيفا أن هناك حاجة لعقد مؤتمر دولي لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.