بعد أشهر من الأخذ والرد بين الاتحاد الدولي لكرة القدم واللجنة المنظمة حول التأخير أعمال بناء الملاعب وتجهيزها، ستكون الدولة البرازيلية تحت المجهر لدى انطلاق كأس القارات التاسعة التي تعتبر بروفة أساسية قبل عام من انطلاق كأس العالم. وتقام البطولة المقررة في ست مدن برازيلية هي: برازيليا، بيلو هوريزونتي، فورتاليزا، ريسيفي، ريو دي جانيرو وسالفادور. ولا يدخل المنتخب البرازيلي البطولة مرشحاً كما جرت العادة خصوصاً بعد تراجع تصنيفه العالمي إلى المرتبة الثانية والعشرين، كما أن التشكيلة الحالية في حاجة إلى بعض الوقت لكي يتم الإنسجام بين كامل أفرادها. وتلتقي البرازيل مع اليابان في المباراة الافتتاحية على ملعب ماني غارينشا في برازيليا العاصمة. ستكون هذه البطولة فرصة أمام كتيبة المدرب فيليبي سكولاري الذي قاد منتخب بلاده إلى إحراز اللقب العالمي للمرة الخامسة عام 2002، إلى اكتساب الخبرة والإحتكاك ورفع المعنويات قبل البطولة الكبرى المقررة بعد عام من الآن. وخاضت البرازيل تجربتين استعداداً لبطولة القارات، فتعادلت مع انكلترا 2-2 على ملعب ماراكانا الشهير في ريو وفازت على فرنسا 3-صفر في بورتو اليغري. لكن إلى جانب السؤال الذي يطرحه كثيرون حول قدرة المنتخب الحالي بقيادة النجم نيمار المنتقل حديثا إلى برشلونة الإسباني في إحراز لقب البطولة، فإن الأنظار ستكون مسلطة على قدرة البرازيل وجهوزيتها لاستضافة أفضل كأس عالم على الإطلاق العام المقبل. ويواجه المدرب سكولاري وكتيبته ضغوطات كبرى من الرأي العام المحلي لإحراز اللقب. ويستهل المنتخب البرازيلي مشواره ضد اليابان بطلة آسيا وهو مرشح للفوز خصوصاً بأن الفريقين إلتقيا في نوفمبر الماضي وفازت الدولة الأميركية الجنوبية برباعية نظيفة. وللمفارقة، كانت تلك المباراة الأخيرة لمدرب البرازيل السابق مانو ميزينيزس قبل تولي سكولاري ومساعده كارلوس البرتو باريرا الذي قاد البرازيل بدوره إلى اللقب العالمي عام 1994 الإشراف على المنتخب. وللمفارقة فإن المنتخبين البرازيلي والياباني هما الوحيدان اللذان تأهلا إلى المونديال المقبل الأول بصفته الدولة المضيفة والثاني عبر التصفيات. واعتبر النجم البرازيلي نيمار بأن فريقه لن يستخف بمنافسه الذي يضم لاعبين كبار اثبتوا أنفسهم في أكبر الأندية الأوروبية وعلى رأسهم شينجي كاغاوا لاعب مانشستر يونايتد الانكليزي وقال: "اليابان منتخب قوي ولا يمكن الاستخفاف به. كيسوكي هوندا وكاغاوا لاعبان رائعان، كما أن الفريق يتمتع بتماسك كبير". ولم يعرف بعد ما إذا كان سكولاري سيعتمد على التشكيلة ذاتها التي فازت على فرنسا كما لمح إلى ذلك بعد المباراة لكن النقاد يشيرون الى امكانية قيامه بتغيير وحيد هو الطلب من قلب الدفاع دافيد لويز التقدم إلى الوسط على حساب باولينيو وإشراك مدافع بايرن ميونيخ الألماني دانتي إلى جانب قائد الفريق وصخرة الدفاع ثياغو سيلفا. واعتبر لاعب وسط اليابان ياسوهيتو ايندو أفضل لاعب في آسيا سابقاً بأن فريقه جاهز لمواجهة البرازيل وقال "نريد أن نترك انطباعاً أفضل من مباراتنا الأخيرة ضد البرازيل. لا نريد أن تتكرر نتيجة المباراة الودية بيننا قبل عدة أشهر".