ارتبط اسم القيادي الرياضي الأستاذ عبدالرحمن الدهام (73عاماً) بحقبة جميلة من تاريخنا الرياضي وتنوعت أعماله الإدارية وتعددت مناصبه الرياضية الناجحة بين أكثر من موقع في أروقة الرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحاد الكرة منذ أن كان بمسماه القديم :(الجمعية العربية السعودية لكرة القدم). غير أن أكثر بصماته تأثيراً نجاحه كرئيس للجنة الحكام الرئيسة في اتحاد الكرة على مدى 17 عاماً استطاع خلالها تبني وابراز اجيال من الحكام المرموقين وصل بعضهم الى كأس العالم مثل الحكم الدولي الأسبق فلاج الشنار والدولي عبدالرحمن الزيد. كان الدهام يتميز بقوة الشخصية ودفاعه المستميت عن اخطاء حكامه والتماس العذر لهم في تقديراتهم الخاطئة بل ويحميهم بوقوفه في وجه الانتقادات اللاذعة من الاعلام ومسؤولي الأندية والتصدي لها بقوة وفرت لهم أرضية صلبة انطلقوا منها الى عالم النجاح بعد تجديد الثقة بكفاءاتهم التحكيمية في ظل الدعم والمساندة الكبرى التي كانوا يجدونها من الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اتحاد الكرة انذاك فقيدنا الغالي الأمير فيصل بن فهد "رحمه الله" اذ وقف سموه الى جانبهم قلباً وقالباً بالتوجيه والتشجيع الدائم كان من اشد المتمسكين بالحكم السعودي ورفض فكرة الاستعانة بالحكم الأجنبي لإدارة المنافسات المحلية وظل الأمير فيصل متمسكا بهذا النهج طيلة حياته ويشدد عليه في كل لقاء يجمعه بالحكام إبان اقامة دورات الصقل السنوية في بيوت الشباب . نجاحات الدهام لم تقتصر على سلك التحكيم حيث كانت له مشاركات فاعلة وحضور لافت في العديد من اللجان والاتحادات الرياضية يذكر التاريخ منها عضويته في اتحاد الكرة على مدى 27 عاما فضلاً عن حملة حقيبة الأمانة العامة بالاتحاد طيلة تلك السنوات وكان يتولى في الوقت ذاته بكفاءة عالية ادارة المكتب الرئيسي لرعاية الشباب بالمنطقة الوسطى لفترة أطول وصلت الى 29 عاماً عالج خلالها كثيرا من قضايا اللاعبين واشكالات كبرى بين اندية المنطقة. وامتد نشاط الدهام الى الساحة الخارجية فكانت له جهود كإداري وحكم في دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم منذ انطلاقتها الاولى بالبحرين 1390ه ولمدة 33 عاما اضافة الى اختياره عضواً في اللجنة التنظيمية الكروية بدول التعاون لنحو ربع قرن بجانب عضويته في لجنة الحكام العرب 17 عاما وفي لجنة الحكام الآسيوية 20 عاما. ويزدان سجل الدهام المشرِّف بوسام الاستحقاق من الدرجة الاولى بأمر خادم الحرمين الشريفين وقبله نال وسام تقدير من معالي وزير العمل الأستاذ عبدالرحمن أبا الخيل عام 1388ه لمشاركته في تطوير النشاط الرياضي والتحكيمي لكره القدم ابان تولي الأمير خالد الفيصل ادارة رعايه الشباب انذاك. كما نال وسام الأمير فيصل بن فهد من الدرجه الأولى من اتحاد اليد وتكريمه بجائزة المفتاحة للرياضة 1422ه واخرها وسام رعاية الشباب بأمر الأمير سلطان بن فهد في حفل تكريم الرواد 1426ه. رجل خبير بهذه المسيرة الادارية الرياضية الطويلة والحافلة بالنجاح لم يستفد للأسف من خبراته العريقه في ميدان التحكيم ولجان اتحاد الكرة بدليل ان كل المناصب التي تبوأها الدهام لسنوات طويلة لم تعرف الاستقرار من بعده وكان الفشل حليف الرؤساء الذين خلفوه وبالذات في لجنة الحكام حتى اليوم.. اذ لا يزال الحكم السعودي يبحث عن هويته المفقودة منذ رحيل الخبير القيادي التحكيمي الأول عبدالرحمن الدهام.!!