سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«أرامكو» و«داو» يعتبران تحالفهما في «صدارة» بداية تحول المملكة إلى مصدر للصناعات التحويلية المجمع يمثل مدينة صناعية متكاملة في الجبيل ويضم 26 مصنعاً و13 ألف عامل
لم يكن إقدام عملاقي النفط والبتروكيماويات في العالم شركة ارامكو السعودية وشركة داو للتحالف في مشروع صدارة للكيميائيات الذي يعد أكبر مجمع للبتروكيماويات الأساسية والتحويلية بتكلفة 75 مليار ريال، مجرد مجازفة، ولم تكن ضخامة مشروعات شركة صدارة البالغ عدد مصانعها 26 مصنعا عملاقا بالأمر الهين، بل أن وضع الشركة يمثل مدينة صناعية مستقلة بذاتها بشكل غير مسبوق ولأول مرة في المملكة أن تقوم شركة بتصنيع المواد الكيماوية الأساسية والتحويلية لتحقيق قيمة مضافة من منتجاتها وفتح أفق جديدة لقيام مئات مصانع المنتجات الاستهلاكية. ومن المخطط أن تدفع هذه المشاركة بخطط واستراتيجية المملكة الرامية إلى التحول من مجرد منتج ومصدر للبتروكيماويات إلى إنشاء مدن للصناعات التحويلية والصناعات الاستهلاكية حيث يتطلب الأمر توظيف نحو 13 ألف عامل وتوريد مئات من الوحدات التصنيعية مسبقة الصنع ونقل المعدات الضخمة والثقيلة والمفاعلات العملاقة سعياً لبناء عشرات المصانع المختلفة في وقت واحد. ووضع صدارة مختلف عن كافة المجمعات البتروكيماوية بالمملكة لا من حيث الضخامة ولا من حيث الاستراتيجية التي بنيت عليها المشاركة، وبما أنها تمثل مدينة صناعية مصغرة تضاهي عشرات المدن الصناعية في العالم يتطلب الأمر إنشاء محطات كهربائية ومحطات تحلية ومرافق ضخمة خاصة بها لكي تضمن نجاح وازدهار التجمعات الصناعية التي سوف يتم بناؤها في الموقع. وهذا ما دفع الشركاء ارامكو وداو بضرورة المسارعة في تشييد أول محطة تحلية خاصة بمشروع صناعي ليتزامن تشييدها مع تشييد وبناء ال26 مصنعا والتي سوف تنتج أكثر من ثلاثة ملايين طن من منتجات جديدة تحقق التكامل الأفقي والراسي في المملكة تشمل مركبات البولي يوريثان (مركبات الآيزوسيانات وبوليول البولي إثير)، وأكسيد وغلايكول البروبيلين، وأنواع المطاط الاصطناعي (الإيلاستومر)، والبولي إيثلين منخفض الكثافة الخطي وغير الخطي، وغلايكول الإثير، ومركبات الأمين، والتي سوف ينتج عنها ثورة في صناعة المنتجات التحويلية والاستهلاكية التي لا تعتمد على وفورات الغاز الطبيعي وبالتالي تخصيص مدخرات الغاز للقطاعات الأخرى الأكثر حاجة مثل صناعة التحلية والطاقة وغيرها. وتستهدف منتجات صدارة في تعزز قيمة الفرص الاستثمارية المربحة في قطاع واسع من الصناعات الأخرى القائمة على منتجات صدارة وتشمل إقامة مصانع التغليف والانشاءات وبناء النقل والحاويات والسلع الاستهلاكية والمواد اللاصقة والغراء ومواد الطلاء وصناعة النفط والغاز والكهرباء والاليكترونيات والمياه وطاقة الرياح ومعالجة الأخشاب، وتصنيع المستحضرات الصيدلانية والمواد الغذائية والنكهات ومستحضرات العناية الشخصية، ومنظفات الأسطح، والمنظفات الصناعية ورغوات الفوم والرغويات المرنة، فضلا عن العديد من التطبيقات الأخرى المتخصصة ومانعات التسرب، واللدائن لمجموعة متنوعة من الأسواق والتطبيقات وتصنيع جميع المواد البلاستيكية حيث تستهدف المنتجات المصنعة في هذا المشروع المشترك الأسواق الناشئة لمنتجات أدوات التعبئة والتغليف المرنة عالية الأداء، وأدوات النظافة والخدمات الطبية، وأدوات الكهرباء والاتصالات في مناطق مختلفة من العالم فضلاً عن استخدامها في تطبيقات صناعية مثل سوائل إذابة الجليد في الطائرات وسوائل نقل الحرارة. ومن المؤمل أن يساهم مشروع صدارة في تمكين الصناعات التحويلية في المملكة لأخذ زمام القيادة في تحويل المملكة من بلد يعتمد على توريد المواد الاستهلاكية إلى مصنع لها ومصدر في نفس الوقت كهدف استراتيجي رئيسي لهذا المشروع المشترك الذي سيصبح أكبر مركز جذب استراتيجي للاستثمار الأجنبي المباشر في الصناعات السعودية التحويلية والاقتصاد الوطني بشكل عام وتحقيق رؤية حكومة المملكة لدعم التنويع الصناعي في البلاد من خلال توفير سلسلة من القيمة المضافة من خلال مجمع بلاسكيم الصناعي الذي يجري تشييده من قبل الهيئة الملكية للجبيل وينبع بجوار موقع مشروع صدارة للاستفادة القصوى واستغلال مخرجات صدارة من خلال خلق تكتلات صناعية مزودة بكافة الخدمات والمرافق المشتركة والخدمات اللوجستية المركزية وغيرها من خدمات استراتيجية تعزز مكانة قلعة الصناعات الجبيل على المدى الطويل كقاعدة صناعية مستدامة ليس فقط بالنسبة للصناعات الأساسية البتروكيماوية الاولية، بل للصناعات التحويلية الاستهلاكية التي تفتح الباب على مصراعيه لتوظيف أكثر من 10 آلاف عامل سعودي في غضون الثلاث سنوات القادمة حيث من المخطط اكتمال المشروع وبدء إنتاج كافة المصانع بحلول عام 2016.