تعتبر عملية تقديم المشورة العلاجية من أهم عناصر نجاح الخطة العلاجية للمريض، فهي تتضمن تقييماً للعلاقة الناشئة بين المريض أو من يقدم الرعاية له والعاملين في مجال الرعاية الصحية سواء كان الطبيب، الصيدلي، أو الممرض وإتاحة الفرصة للمريض في المشاركة وإبداء رأيه فيما يتعلق بتلك الخطة، بالإضافة إلى توفير المعلومات ذات الصلة بحالته المرضية والأدوية المراد وصفها وصرفها بطريقة مناسبة ومفهومة لضمان الوصول للنتائج العلاجية المثلى بإذن الله. إن كمية ونوع المعلومات المقدمة للمريض تختلف بناء على احتياجات المريض. حيث أوضحت الدراسات التي أجرتها وكالة أبحاث الرعاية الصحية والجودة العالمية فعالية تقديم المشورة الدوائية التي يوفرها الأطباء المعالجين لمرضاهم في التقليل والحد من الأخطار والأضرار الناجمة من بعض السلوكيات الخاطئة لمرضاهم، بناء على ما سبق ذكره، يتجلى الدور المهم والفعال الذي يقوم به الطبيب خلال زيارة المريض له بترك بعض الوقت للمناقشات الحساسة حول السلوكيات الصحية والوسائل الوقائية ذات الصلة بحالته المرضية مثل: ضرورة ممارسة الرياضة، الالتزام بحمية غذائية معينة، إنقاص الوزن، الامتناع عن التدخين وغير ذلك. على الرغم من زيادة عدد العقبات التي يواجهها الصيدلي خلال عملية صرف العلاج إلا أن دوره يستمر للنهوض بمستوى الرعاية الصحية المقدمة للمريض والتي تشتمل على تقديم المشورة العلاجية للمريض، من واجبات الصيدلي أيضاً تهيئة البيئة المناسبة لحفظ خصوصية المريض خلال عملية تقديم المشورة العلاجية له، بالإضافة إلى توفير المعلومات المتعلقة بالأدوية الموصوفة له بصورة وافية ومفهومة مرفوقة بمادة مكتوبة تساعد المريض على استرجاع ماتم شرحه بواسطة الصيدلي فيما يتعلق بطريقة استخدام العلاجات المصروفة. خلال تقديم المشورة العلاجية للمريض يجب على الصيدلي إظهار الاهتمام بحالته والرغبة في تقديم مستوى عالٍ من الرعاية الصحية له. في بادئ الأمر، يجب على الصيدلي التحقق من رقم الملف الطبي واسم المريض، التأكد من صحة الأدوية الموصوفة للمريض والغرض من وصفها ومن ثم شرح طريقة استخدام تلك العلاجات، الجرعة الواجب تناولها، مدة العلاج، والنتائج المرجوة من تناول هذه العلاجات، وما هو الإجراء الواجب اتباعه في حال نسيان أخذ الجرعة، أيضا يجب على الصيدلي توضيح الأعراض الجانبية المحتمل ظهورها والاحتياطات الواجب اتباعها من قبل المريض عند استخدام بعض الأدوية،على سبيل المثال، يجب تثقيف المريض عن ضرورة الابتعاد عن القيادة في حال استخدام العلاجات التي تسبب النعاس أو الدوار، شرح ما إذا كان هناك تعارضات علاجية أو غذائية للعلاجات المصروفة وشرح كيفية حفظها وتخزينها، في بعض الحالات قد يستدعي الأمر من الصيدلي فتح عبوة العلاج للمريض لمزيد من التوضيح والتأكد من وصول المعلومة للمريض بصورة صحيحة، يجب على الصيدلي أيضاً أن يدرك أهمية إتاحة المجال للمريض للسؤال والاستفسار عن علاجاته وضرورة إجابته بدقة ووضوح. جدير بالذكر، بأن هناك بعض الحالات التي تستدعي من الصيدلي زيادة الحرص بتوعية المريض وتقديم المشورة العلاجية له، مثل: الأطفال وكبار السن، المرضى الذين يعانون من مشاكل في الإدراك والقائمين على رعايتهم، المرضى الذين يعانون من ضعف في السمع، المرضى الأميون، مرضى الأمراض المزمنة، المرضى الذين يتلقون العلاج للمرة الأولى، المرضى الذين يتناولون عددا كبيرا من الأدوية، بالإضافة إلى المرضى الذين تم التعديل في خططهم العلاجية من حيث الجرعات أو إضافة إيقاف أي من العلاجات. عملية تقديم المشورة العلاجية للمريض ما إذا نفذت بصورة صحيحة وحوفظ على استمرارية تطبيقها فإنها كفيلة بضمان الوصول لأعلى مستوى من الرعاية الصحية وتحقيق الهدف الأول وهو تحسين فهم المريض لعلاجاته وزيادة امتثاله في استخدامها. * قطاع الرعاية الصيدلية