حقاً إنها قفزة كبيرة وانطلاقة أخرى لهذه المنشأة الشاملة والفريدة من نوعها بعد صدور الأمر السامي الكريم بتحويل رئاسة الحرس الوطني إلى وزارة. ولاشك أن نظرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الثاقبة لركيزة مهمة من ركائز الأمن والاستقرار في بلادنا تبرهن فيما لا يدع مجالاً للشك تواصل العمل والتفاني تجاه إيصال هذا الجهاز إلى أقصى درجات الاستعداد ولعب دور أساسي في منظومة الأمن الداخلي والخارجي لهذا الوطن المعطاء بجانب القوات المسلحة وذلك لخدمة الدين والوطن والذود عن حماه. وللتاريخ كلمة فبعد إعلان الموحد طيب الله ثراه الملك عبدالعزيز توحيد المملكة العربية السعودية أمر بإنشاء مكتب الجهاد والمجاهدين في عام 1368ه فكان نواة الحرس الوطني. وفى عام 1374ه طُوِّر مكتب الجهاد والمجاهدين ليواكب المرحلة التي تعيشها المملكة فصدر أمر ملكي بتشكيل الحرس الوطني في سائر أنحاء المملكة. ويمثل صدور الأمر الملكي عام 1382ه، بتعيين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رئيساً للحرس الوطني، منعطفا مهمّا في تاريخ الحرس الوطني، إذ بدأت الانطلاقة الكبرى، بانتقال الحرس الوطني من مجرد وحدات تقليديّة، من المتطوعين وثكنات من الخيام، إلى مؤسّسة حضاريّة كبرى. وخلال السنوات الماضية وهي فترة الحرس الوطني كرئاسة (1382ه - 1430ه) تمخض فيها العديد من الخطط الطموحة وكان الاتجاه دوما نحو التحديث والتطوير والتشكيل لجميع وحدات الحرس الوطني للدفع بهذا الجهاز باتجاه مسيرة التطور والنماء. ولهذه الوزارة دور محوري وأساسي يتمثل في العمق الاستراتيجي والثقة التي أولاها خادم الحرمين الشريفين في الوزير الجديد والمحنك والذي لا يزال يسير على توجيهات ووفاء والده الكريم ضمن المنظومات الأخرى في المملكة العربية السعودية. وعندما شّرف الملك المفدى صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز بقيادة الوزارة الجديدة كوزير لها يعرف حفظه الله تمام المعرفة ما يمثله سموه الكريم من ثقل في الاسم والمسمى ورجل كفؤ ينفذ توجيهات وتعليمات مليكه بكل دقة وإتقان فلن تنسى الذاكرة الماضي القريب عندما قال خادم الحرمين الشريفين أيده الله لابنه متعب بعد أن تولى رئاسة الحرس الوطني " يا متعب الحرس الوطني أغلى عليّ من عيالي، واليوم أشيله من ذمتي وأضعه في ذمتك». فأجابه سموه «كلنا في ذمتك إن شاء الله، والله يعيننا ويقدرنا على أن نخدمك بأي شيء نستطيع أن نقوم به». ومتعب بن عبدالله بن عبدالعزيز الوزير الجديد للحرس الوطني وعراب النقلة النوعية الثانية بعد والده – أيده الله - عايش الوزارة منذ زمن طويل قضى فيها أغلب أيام حياته متدرجاً في عدة مناصب وتولى عدة مهام اثبت خلالها فراسته العسكرية وحنكته الإدارية وتواضعه الجم عند جميع أفراد هذه الوزارة الوليدة. وهو خير من يقود هذه الملحمة الوطنية بعد والده في مرحلتها الثانية فعندما نسمع حديث سموه دوما في وسائل الإعلام في مناسبة ما أو رعاية أو حفل تخريج إحدى الدورات نجده يذكرنا بوالده العظيم وحجم الاهتمام الفائق بهذه الوزارة وتطويرها. وسوف نشهد المزيد والمزيد والبشائر التي تسر كل من ينتمي لهذه الأرض الطيبة من تطور يفوق مرحلة الوصف والوصول إلى أعلى درجات التحديث والتدريب لجميع الأفراد والضباط والموظفين والمنشآت بجميع أنواعها وللحفاظ على الوطن ومكتسباته وللدفاع عن مقدساته. نعم كلنا مطمئنون كمواطنين لذلك لأن مستقل وزارة الحرس الوطني في أيدٍ أمينة من الأب (متعه الله بالصحة والعافية) الملك عبدالله، والابن الوفي لوالده ومحل ثقته الأمير متعب بن عبدالله حفظه الله. أيضاً وتملك هذه الوزارة الرجال المؤهلين والمدربين تأهيلاً عسكرياً عالمياً يستفاد منه في ما يمتلكه هذا من رصيد وخبرات مكتسبة طوال السنين الماضية فإذا أردنا أن نعرف الفرق بين التحويل والتوزير لا شك أننا نقف عند مفترق طرق وتحدٍ كبير في قادم الأيام بضرورة الوصول إلى ما يصبو إليه خادم الحرمين الشريفين من إحداث نقلة نوعية لخدمة الوطن والمواطن وحماية أمنه ومواطنيه. ولعراقة هذه الوزارة التي تضاهي أقرانها في جميع أنحاء العالم كمنظومة عسكرية شاملة تؤدي خدماتها العسكرية والإنسانية والاجتماعية وتتنوع فيه مشاركاتها في جميع المناسبات المهمة والعظيمة كحفظ الأمن والتنظيم بموسم الحج والمشاركة في المناورات العسكرية المتقدمة مع بعض القوات الصديقة التي تمتلك الخبرة العسكرية العالمية. بالإضافة الى أنه يوجد لديها مقرات في جميع مدن المملكة مجهزة عسكرياً ومعنوياً وفي أقصى الاستعداد والجاهزية في كل وقت وزمان. كما عكفت هذه الوزارة ومنذ تأسيسها على استقطاب الرجال والمواطنين المخلصين لدينهم ومليكهم ووطنهم. وأيضا قيادات وأمراء الأفواج الأكفاء في جميع مدن ومناطق المملكة حتى وصلت هذه الوزارة الى ما وصلت إليه من مستوى يشرف كل مواطن سعودي بكل فخر واعتزاز. ولا تقف منجزات هذه الوزارة عند هذا الجانب فعلى الجانب الطبي استفاد المواطنون من الخدمات الطبية المتميزة والمتكاملة التي تقدمها الوزارة متمثلة في المستشفيات الراقية الموزعة بين مناطق المملكة دعمت بالأجهزة والإمكانيات والكوادر الطبية المتميزة من السعوديين وغير السعوديين الذين يملكون الخبرة والحنكة الطبية، وذلك لتكون هذه الخدمات على مسافة واحدة من المواطن السعودي والتي تهدف بشكل أساسي صحة الإنسان وتعتبرها خط أحمر فوق كل اعتبار، كما وتشرف عليها شؤون صحية متمرسة لا تدع كل صغيرة او كبيرة دون اهتمام تملك آذان صاغية لتنشد رضا المريض الذي هو عندها فوق كل اعتبار ومعرفة حقوقه والاهتمام به وبصحته. وتقيم الوزارة المهرجانات الوطنية المتمثلة بالتراث الوطني الأصيل الممتزج بالماضي والحاضر والثقافة الوطنية التي تترسخ لدى الأبناء في الحاضر والتي أخذت عن الآباء في الماضي العريق منها مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة والذي تحظى فعالياته بمشاركة جماهيرية واسعة وبداية المهرجان كانت عبارة عن سباق للهجن، ثم قدم كفكرة طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله عندما كان ولياً للعهد ورئيساً للحرس الوطني، فجيشت له الإمكانات من قبل قوات الحرس الوطني ورجالاته، وبدأ إيجاد الآليات المتكاملة لإقامته، ثم جاء القرار عام 1405ه بإنشاء المهرجان الوطني للتراث والثقافة، والتي أسست فعالياته جيلاً سعودياً ملماً بالثقافة والفلكلور السعودي المتميز. وفي الختام أهنئ جميع منسوبي وزارة الحرس الوطني على هذا التكريم والتشريف نحو مستقبل مشرق وواعد إن شاء الله.