اجتمع مسؤولون من الكوريتين أمس الأحد في مدينة بانمونجوم الصغيرة الحدودية وأجروا اول مباحثات ثنائية منذ سنين وبعد اشهر من التوتر العسكري الذي تغذيه طموحات بيونغ يانغ النووية. وبدأ في بانمونجوم ثلاثة موفدين من كوريا الجنوبية وثلاثة من كوريا الشمالية محادثاتهما بهدف التمهيد لاجراء مفاوضات على مستوى اعلى، كما اكدت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية في بيان لها. وقال المتحدث باسم الوزارة كيم هيونغ-سيوك ان "المناخ العام كان هادئا والنقاش جرى دون عقبات". ومن المتوقع ان يتناول جدول الاعمال بشكل خاص اعادة العلاقات التجارية الثنائية المعلقة بما في ذلك اعادة فتح موقع كايسونغ الصناعي المشترك بين الكوريتين الواقع في الجانب الشمالي على بعد 10 كلم من الحدود والذي اغلقته بيونغ يانغ قبل شهرين فيما التوترات في شبه الجزيرة الكورية بلغت اوجها منذ اسابيع عدة. وقد اثار التراجع الظاهر في الموقف الكوري الشمالي الارتياح في الجنوب لكن المراقبين لم يخفوا تفاجؤهم من التراجع التام وغير المتوقع لموقف بيونغ يانغ التي اوقفت تهديداتها العدائية بغتة واقترحت فتح حوار مع سيئول. واسرعت كوريا الجنوبية من ناحيتها بالرد ايجابا باقتراحها عقد لقاء وزاري مع كوريا الشمالية في سيؤل، لكن كوريا الشمالية عرضت الجمعة اقتراحا اخر على الجنوبية بشأن بدء المفاوضات حول جملة مواضيع مقترحة اجراء لقاء على اراضيها قبل اجتماع في كوريا الجنوبية بناء على اقتراح سيئول. وفي نهاية المطاف اتفق البلدان على تنظيم هذا اللقاء الاول في بانمونجوم. والجمعة اعادت كوريا الشمالية تشغيل الخط الهاتفي الساخن مع الجنوبية بعد ان قطعته بيونغ يانغ قبل 3 أشهر. ومجمع كايسونغ حيث كان يعمل اكثر من 50 الف كوري شمالي ومئات الكوادر الكوريين الجنوبيين يكتسي اهمية رمزية ويعد اساسيا بالنسبة للنظام الشيوعي للحصول على العملات الصعبة. وقد انشىء هذا الموقع في اطار "دبلوماسية شعاع الشمس" التي انتهجتها كوريا الجنوبية من 1998 الى 2008 بغية تشجيع الاتصالات مع الشمالية، علما بان البلدين لا يزالان تقنيا في حالة حرب لان الحرب الكورية انتهت بتوقيع هدنة وليس معاهدة سلام. اما التوتر بين الغربيين وبيونغ يانغ فقد تأجج الى حد كبير بعد اجراء الاخيرة تجربة نووية ثالثة مطلع العام الحالي واتبعتها بتهديدات بمهاجمة الولاياتالمتحدة التي حلقت قاذفات تابعة لها وقادرة على حمل شحنة نووية فوق كوريا الجنوبية. وكانت الصين التي تعد الحليفة الكبرى لبيونغ يانغ ابدت غضبها من العدوانية التي اظهرها خلال الاشهر الاخيرة الزعيم الكوري الشمالي الشاب كيم جونغ-اون حتى ان بكين التي تبقي الاقتصاد الكوري الشمالي تحت الانعاش، صوتت في الاممالمتحدة مع العقوبات الاخيرة على النظام الشيوعي.