منذ فوز الشباب بلقب بطولة الدوري السعودي ثلاث مرات متتالية في الأعوام (91،92،93م) وهو الإنجاز التاريخي البارز، ظهر الشباب قطباً كبيراً بين الأندية السعودية، ومنافساً قوياً على صعيد البطولات المحلية والخارجية كافة في العقدين الماضيين، وبات لاعبو الشباب منذ ذلك الحين السواد الأعظم في قائمة المنتخبات السعودية، ورغم سياسة الإدارة الشبابية خلال تلك المواسم والتي لاقت اعتراضاً واسعاً بالتفريط في النجوم، لمجرد حضور عروض مغرية لنقلهم لأندية أخرى رغم نجوميتهم، إلا أن الشباب كان لا يتوقف حينها عن حصد الألقاب، دون التأثر بغياب نجومه الكبار، فكانت مقولة "شباب على طول" تجسد حال الفريق الكروي الشبابي، وتكشف بوضوح عن سر تواصل الحضور في منصات التتويج، ففي كل موسم كان اللاعبون الشباب يسطعون مع الفريق الأول، تدعمهم الثقة الإدارية والفنية، حتى بات الشباب حينها اسماً على مسمى، وقدوة حاضرة لمنافسيه. في المواسم الأخيرة تغيرت سياسة العمل الإداري والفني في الشباب، رغم توقف نجومه عن الرحيل، عدا من انخفض مستوى عطائه، وظهر الليث منافساً قوياً في بورصة استقطاب اللاعبين المحليين، لتتغير المعادلة تماماً ورغم نجاحها الظاهري وتواصل الحضور الشبابي على صعيد حصد البطولات بصورة متقطعة، إلا أن ذلك لم يكن يوازي السجل الذهبي لبطولات شيخ الأندية في العقدين الماضيين، إذ أن تواجد لاعبي الفئات السنية مع الفريق الكروي كان على خجل، ولم يعد أولوية كما كان، بل بات عملاً ثانوياً وفي فترات متباعدة أبرزها نهاية الموسم، مما أثر كثيراً على تميز الشباب مقارنة بما كان عليه، وتخريجه لنجوم مميزين في كل المراكز، فباتت الحلول السريعة تكمن باستقطاب لاعبي الأندية الأخرى ذات الأثر الوقتي، وتواصل منح الفرص المتوالية للاعبين يمثلون الشباب منذ سنوات، رغم انخفاض عطائهم، سمة بارزة للعمل الإداري والفني في الشباب، رغم تعاقب الأجهزة الفنية، ولم يكن تحقيق الليث لبطولة كأس فيصل لفئة اللاعبين الأولمبيين غير مرة حافزا لمنحهم الفرص الكافية لتمثيل الفريق الأول. سياسة الإبدال والإحلال هي ما ينقص الشباب اليوم، لتجاوز عثراته وتواصل تميزه، فتحقيق الشباب بطولة الدوري السعودي الموسم الماضي، لم يشفع للشباب بتحقيق بطولة محلية واحدة هذا الموسم، رغم استقراره الإداري والفني، وهو ما رسم علامات استفهام كبيرة، حول قدرة بعض العناصر الحالية التي وجدت فرصتها منذ مواسم بعيدة، في الحضور مجددا في منصات التتويج، في ظل الغياب الفعلي لشباب الشباب موسما بعد موسم.