لم يكن ظهور الفريق الشبابي منذ بداية الموسم، يوحي بأنه سيكون سيد الموقف أو صعب المراس، في معترك المسابقات الرسمية في الموسم الرياضي الجاري، فرغم أن الليث يضم معظم النجوم الدوليين في مختلف الخطوط، وسط استقرار إداري وحضور مدربين لهم باعهم في عالم التدريب، مثل فوساتي ثم تلاه الخبير الفني بشؤون الشباب انزو هيكتور، إلا أن التراجع على خارطة نتائج الفريق ظهرت ملامحه منذ وقت مبكر، مع أن استهلال موسمه كان جيدا للوهلة الأولى، بتحقيق بطولة الصداقة الدولية التي منحت معها المتابعين انطباعا حسنا عن الشبابيين في عودة فريقهم بصورة البطل، مع قرع جرس البداية بانطلاقة بطولة الدوري، وهي البطولة التي عاندت الشبابيين طويلا ومازالت بنظام النقاط منذ انطلاقتها، ثم عودتها أخيرا بذات النظام، فكانت بداية الموسم الفعلية لليث مع الخسارة المرة على أرضه وأمام جماهيره أمام ضيفه الرائد بهدفين نظيفين، ليتلقى بعدها خسارة موجعة برباعية من مضيفه الصاعد حديثا (التعاون)، استعاد بعدها الفريق عافيته نوعا ما إلا انه عاد ليصحو على صدمة أشد، بعد خروجه من دوري ال16 لمسابقة كأس ولي العهد أمام ضيفه الرائد، الذي كرر الفوز ذاته وبثلاثة أهداف لهدفين، ليخرج الشباب من بطولته المفضلة في العقد الماضي من التاريخ، وعلى الصعيد الآسيوي لم يستطع الليث تجاوز ظروفه المحلية، فظهرت خطواته متثاقلة في الجولتين المنصرمتين من البطولة الآسيوية، وخرج بتعادلين لم يكونا مقنعين لمن يعرف إمكانات الشباب ونجومه. وبالعودة إلى بطولة الدوري أضحى الفريق يعيش خطر الابتعاد عن المراكز الأربعة الأولى، للمرة الأولى منذ مواسم طويلة، كان فيها شيخ الأندية في دائرة الضوء، وهو ما يهدد فعلا بغياب الفريق في النسخة المقبلة من البطولة الآسيوية العام المقبل. لم تعد الإصابات والغيابات والحظ تارة سببا وحيدا أو وجيها، أمام الانكسارات والتراجعات التي ظهرت على السطح الشبابي منذ موسمين، إذ أن هناك الكثير من علامات الاستفهام والتعجب التي تظهر بوضوح، وتطل برأسها مع كل إخفاق، فمن يقف وراء خلع رداء البطل الذي كان يرتديه الشباب حتى وقت قريب؟ ليمسي الابتعاد رويدا رويدا عن منصات التتويج هو سيد الموقف في المشهد الشبابي المعتم، بانتظار وقفة حاسمة وجادة من محبيه، لوضع النقاط فوق الحروف، ومعالجة جراح الليث الداخلية، وإعادة هيبته بين بقية منافسيه.