كثيراً ما تفلح الوقاية من سرطان عنق الرحم إذا عولجت المصابات بالفيروس الحليمي البشري وهو الفيروس المسبب لسرطان عنق الرحم وإذا ما عولجت آفات عنق الرحم ما قبل السرطانية كذلك. ويمكن للوقاية الأولية من خلال الوقاية من انتقال الفيروس الحليمي البشري أيضاً أن تقي من حالات سرطان عنق الرحم بين النساء في بعض الأماكن ولا ننسى الدور الأخلاقي والوازع الديني في المحافظة من التعرض لهذه الآفات المتنقلة جنسياً والتي تؤدي إلى عواقب وخيمة وعادة ما تنتقل من الأزواج إلى زوجاتهم نتيجة للممارسات الجنسية اللاأخلاقية. إن أساليب الوقاية من وفيات سرطان عنق الرحم بسيطة وفعالة، إذا ما حددنا التغيرات ما قبل السرطان في أنسجة عنق الرحم التي ربما تبقى كامنة لفترة سنوات، أما إذا عولجت بنجاح فربما لا يتطور السرطان لدى المرأة ويبدو ان معالجة الأنسجة غير الطبيعية ربما يقي المرأة من تطور سرطان عنق الرحم لديها مستقبلا وذلك من خلال استئصال العدوى الكامنة بفيروس الحليمي البشري HPV. يعتقد العلماء ان الغالبية العظمى من حالات سرطان عنق الرحم ناجمة عن الفيروس الحليمي البشري وهو عامل ممرض ينتقل عن طريق العلاقات الجنسية ويغزو خلايا عنق الرحم ويسبب تغيرات خلوية بطيئة الحدوث ولكن ربما تتطور إلى سرطان. يقدر ان 90 - 95٪ من اصابات سرطان عنق الرحم ناجمة عن هذا الفيروس ويعتقد كثير من الأطباء المختصين بأنه لو تطور الفحص الذي يكشف الاصابة بهذا الفيروس فإن جميع حالات سرطان عنق الرحم ربما تعزى له وخاصة بعض الأنماط الفيروسية. يشير بعض الأطباء إلى ان السرطان من عنق الرحم قد ينجم عن الاصابات بالفيروس الحليمي البشري HPV التي قد تمتد لمدة ستة أشهر أو أكثر وغالباً ما تصاب النساء بهذا الفيروس في العقد الأول من حياتهن أو في العقد الثالث أو الرابع ولكن الاصابة بسرطان عنق الرحم ربما تتطور بعد عشرين عاما من الاصابة بالفيروس. لا شك ان الوقاية الأولية من سرطان عنق الرحم بمنع العدوى بهذا الفيروس تساهم أيضاً في خفض الوفيات من هذا السرطان ولكن الوقاية الأولية من الاصابة بالفيروس تشكل تحدياً كبيراً أكثر من الأمراض المنتقلة بالجنس الأخرى للأسباب التالية: غالباً ما تكون الاصابة بالفيروس الحليمي البشري بلا أعراض وسهلة العدوى وكذلك ليس هناك علاج قادر على استئصال العدوى الكامنة، كذلك يستطيع الفيروس احداث العدوى لعدة سنوات وربما يصيب معظم الأعضاء التناسلية بما فيها المناطق غير المغطاة بالواقي الذكري وكذلك من الممكن أن ينتقل الفيروس من الأم إلى الرضيعة. ان الوقاية من العدوى الجنسية بما فيها الوقاية من عدوى الفيروس الحليمي البشري الذي يسبب سرطان عنق الرحم لدى النساء تشمل العفة ما قبل الزواج وأثناءه وبعده وتجنب الجماع الشرجي المحرم الذي قد يمارسه بعض الأزواج لجهلهم بضرره وحرمته من الناحية الشرعية وكذلك بعض الممارسات التي تنفر منها الفطرة السليمة وكذلك فإن التأكيد على التوصيات المعيارية للوقاية من الأمراض المتنقلة بالجنس التي تطبق في دول الغرب والاكتفاء بالعلاقات الجنسية الطبيعية وتأجيل سن الجماع الأول ستساعد بعض النساء على تجنب الاصابة بهذا الفيروس. يعكف العلماء حالياً على إيجاد لقاح لهذا الفيروس الذي لا يزال تحت التجربة ولم يتم تحريره للاستعمال بعد.