قرأنا عن (أرخميدس) عالم الفيزياء والرياضيات وأبو الهندسة، المولود سنة 278 قبل الميلاد، وقد اكتشف أول قوانينه وهو غاطس في الماء حين لاحظ ان وزن جسمه انخفض في الماء، وان مقدار الانخفاض يساوي وزن الماء المزاح، فخرج عارياً يصرخ في شوارع أثينا القديمة (أوريكا أوريكا) أي (وجدتها وجدتها) وقد وجد قانون الطفو الذي ترتب عليه اختراعات كثيرة جعلته (أبو الهندسة) إلى اليوم. السؤال لو ان (ارخميدس) هذا خرج عارياً في أحد بلدان العالم العربي يصرخ (وجدتها وجدتها) فماذا يكون مصيره ومصير قانونه التاريخي؟ لا أشك أنه سوف يودع (مستشفى المجانين) ويظل فيه حتى يجن فعلاً وتضيع كل عبقريته واختراعاته! إن العالم العربي لا يشجع المخترعين مع الأسف، ولا يهيئ لهم البيئة المناسبة، ولا يحفظ حقوقهم كاملة، وربما سخر منهم المجتمع واتهمهم بالادعاء والجنون دون تريث واختبار لما اكتشف وقال! العالم العربي الآن مشغول (بالجدل) العقيم وخاصة بعد ما يسمى الربيع الذي تحول إلى (حريق عربي). إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله كره لكم قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال) رواه البخاري. وقال الفاروق - رضي الله عنه - (إذا أراد الله بقوم سوءاً سلط عليهم الجدل ومنعهم العمل).. اللهم وفق العرب والمسلمين للصراط المستقيم.