صُنَف مدرب الشباب البلجيكي ميشيل برودوم على أنه أحد أفضل المدربين الذين مروا على الكرة السعودية في السنوات الأخيرة بعد أن نجح في قيادة فريقه نحو التتويج بلقب الدوري السعودي بنظامه الجديد (النقاط) في الموسم الماضي بعد غياب طويل عنه، كما حقق نتائج إيجابية في البطولات التي أشرف فيها عليه إضافة إلى أنه استطاع أن يصنع للشبابيين فريقا من الصعب أن يُقهر، وهو ما جعل الإدارة الشبابية تضع فيه ثقتها الكاملة بتكليفه مديرا فنيا على جميع الفرق السنية في النادي. برودوم الذي ولد في 24 يناير 1959م في مدينة آرلون البلجيكية بدأ حياته الكروية لاعباً وبالتحديد حارس مرمى لفريق ستاندر دي لياج الذي لعب لناشئيه عام1977م قبل أن يتم تصعيده للفريق الأول إذ شارك معه فترة طويلة، انتقل بعدها إلى ميشلين ومن ثم إلى بنفكيا البرتغالي، تألق برودوم جعله يحمي عرين منتخب بلاده فترة طويلة وشارك في بطولات كبيرة لعل أبرزها نهائيات كأس العالم (94،90)، وفي عام 1999م انتهت علاقة برودوم بحراسة المرمى إذ أعلن اعتزاله كرة القدم، ولعل أبرز هدف سُجل في مرمى برودوم هو هدف لاعب وسط المنتخب السعودي والشباب السابق سعيد العويران في نهائيات كأس العالم 1994م واختير ضمن أفضل الأهداف في العالم. حمى عرين منتخب بلاده.. وهدف «العويران» في شباكه الأشهر بعد اعتزاله بعامين وبالتحديد في عام 2001م أعلن برودوم دخوله عالم التدريب من خلال الفريق الذي بدأ فيه ستاندر دي لياج إذ دربه لمدة عام ولم يفلح في تحقيق أي بطولة له، قبل أن يعود له مجدداً عام 2006م وحقق له إنجازا كبيرا بتحقيق لقب الدوري البلجيكي لأول مرة في تاريخ النادي، هذا الإنجاز لفت أنظار عدد من الأندية الأوروبية التي دخلت في مفاوضات مع برودوم لكنه فضل التوقيع لجينت البلجيكي وحقق معه لقب الكأس، بعدها توجه إلى هولندا لتدريب نيفنتي، وفي عام 2010م جلس رئيس الشباب خالد البلطان على طاولة المفاوضات مع برودوم إلا أن ظروفه العائلية كانت عائقاً دون حضوره للسعودية، البلطان كان متمسكاً بالمدرب البلجيكي لذلك عاد في عام 2011م ودخل معه في مفاوضات جديدة انتهت بتوقيع الأخير للشباب عقداً لمدة أربع سنوات. وفي موسمه الأول مع الشباب أسر برودوم قلوب الشبابيين عندما جلب لهم اللقب الذي بحثوا عنه طويلاً "الدوري" دون أي خسارة، وحقق رقماً قياسياً آخراً وهو عدم خسارته طوال 34 مباراة متتالية قبل أن يضع الفتح حداً لهذا الرقم بفوزه دورياً على الشباب. مميزات عدة جعلت من برودوم مدرباً مميزاً وله مكانته في الدوري السعودي لعل أبرزها صرامته وقوة شخصيته مع اللاعبين وهو ما وضح جلياً باستبعاده عددا من الأسماء المميزة، كما يجيد برودوم قراءة خصومه قبل المباريات وأثنائها ودليل ذلك أن تغييراته تقلب موازين التفوق في أغلب الأحيان، بالإضافة إلى أنه استطاع أن يزرع في لاعبيه ثقافة الفوز والقتالية حتى آخر لحظة، ومن المؤكد أن مميزات كهذه هي من ترجح كفة مدرب عن آخر. وحاله كحال غيره من المدربين فإن برودوم لديه سلبيات تؤثر على عمله ولعل أبرزها عصبيته الزائدة وخروجه المتكرر عن النص في تعامله مع حكام المباريات وهو ما من شأنه أن يؤثر على اللاعبين داخل الملعب ويُبعدهم عن أجواء المباراة من جهة، ويحرم الفريق من خدماته إذا ما تعرض للطرد والإبعاد للمدرجات من جهة أخرى بالإضافة إلى أن عصبيته كلفته أموالاً طائلة. برودوم يطمح في أن تكون له بصمة يقود من خلالها "الليوث" نحو اللقب الثاني معه، فبعد أن حقق للشبابيين أقوى بطولة محلية (دوري زين) يسعى اليوم إلى أن يجلب لهم البطولة الأغلى، وأن يتغلب "تكتيكياً" على مدرب الاتحاد الأسباني الشاب بينات الذي سبق وأن تفوق عليه في المباراة بنتيجة 2-1.