٭٭ منذ ان كان يعمل في الاتفاق وقبل ان ينضم للعمل في الاتحاد السعودي مديرا لمنتخب الناشئين اولا ثم مديرا للمنتخب الاول وحتى آخر المناصب التي تقلدها قبل ايام كأمين عام للاتحاد السعودي لكرة القدم عرفت فيصل عبدالهادي رجلا طموحا في حياته مخلصا لعمله حريصا على النجاح فيه وقبل هذا وذاك فهو يتمتع بحظ «يفلق الصخر» كما يقول المصريون.. وهآنذا أمسك الخشب!. ٭٭ علاقتي بفيصل عبدالهادي توطدت بشكل اكبر وعرفته عن قرب منذ العام 1998م حيث عايشته مع اول عمل رسمي له في اتحاد الكرة حينما كلف بالعمل كمدير لمنتخب الناشئين عندما التقينا في العاصمة الروسية موسكو في دورة الالعاب الاولمبية للشباب باعتبار اننا كنا نلتقي بشكل يومي داخل القرية الاولمبية، وفي ذلك الاولمبياد حصلت بعض المفارقات مكنتني من التعرف كثيرا على جوانب مهمة من شخصية عبدالهادي. ٭٭ قلت قبلا، ان فيصل عبدالهادي رجل محظوظ وذلك ليس عيبا فقد قيل قديما : «أعطني حظا وارمني بحرا»، ويكفيه من الحظ انه لم يكد يضع اقدامه مع منتخب الناشئين حتى كلف بالعمل مع المنتخب الاول بعد الاعفاءات التي طالت الاجهزة الفنية والادارية للمنتخب ابان مونديال فرنسا 1998م، الذي استمر معه طويلا قبل ان يعفى من منصبه في اعقاب انتكاسة مونديال كوريا واليابان عام 2002م، وهاهو الحظ يبتسم له مجددا بتسلمه حقيبة الامانة العامة لأكبر الاتحادات الرياضية في المملكة. ٭٭ وحتى لا يخرج من يقول انني اعلق نجاحات الرجل في تقلده للمناصب على مشجب الحظ فقط فقد سبق وان ذكرت انه يتميز بطموح كبير وباخلاص وحرص شديدين وازيد على ذلك تمتعه بثقة المسؤولين على الحركة الرياضية وإلا فما كان له ان يصل لموقعه الجديد الذي يتمناه الكثيرون حتى من زملائه الجدد في اتحاد الكرة والذي اظن انه بات محسود منهم قبل غيرهم. ٭٭ وإنني إذ ابارك لابي عبدالعزيز منصبه الجديد «المستحق طبعا» فانني في ذات الوقت اجد نفسي ملزما ان أؤكد عليه ان ثمة امور سلبية عرف بها يتوجب عليه وهو يبدأ مهمته الجديدة ان يتخلص منها واسوقها له من باب «رحم الله امرءا اهدى إلي عيوبي». ٭٭ واولى هذه السلبيات هو ضرورة فتح قنوات اتصال مع الاعلام بأسلوب شفاف عكس ما كان عليه ابان ادارته للمنتخب حيث ظل فيصل عبدالهادي في تلك الفترة منعزلا على نفسه ليس فيما يخصه وحسب بل حتى في الامور المهمة التي تختص بالمنتخب حيث ظل يشنف اسماعنا طوال فترة تكليفه بعبارات من شاكلة «لا تعليق، لا ادري، لا اعلم، واخواتها». ٭٭ والأعظم من ذلك انه وبسبب تلك السياسة التي كان يظن انه سيمشي بتطبيقها «جنب الحيط» قد فتح على نفسه ابوابا كثيرة مع الاعلام الذي صار خصيما له ولهذا اصطدم عبدالهادي مع الآلة الاعلامية بكافة انواعها المقروءة منها والمرئية وخاصة خلال فترات معسكرات المنتخب والبطولات التي يدخل فيها وهو ما ولد بينهما شبه قطيعة ظهرت اثارها بقوة بعد قرار اعفائه في صيف عام 2002م. ٭٭ واليوم حيث يتسلم فيصل عبدالهادي منصبه الاكبر في مشواره عليه ان يستفيد كثيرا من اخطائه السابقة بل ومن اخطاء من سبقوه في هذا المنصب خاصة وان علاقته اليوم ستمتد وتتوسع ما بين علاقته مع لجان اتحاد الكرة والاندية والاعلام الرياضي وهو أمر يحتاج من عبدالهادي حصافة أشد وانفتاحا اكبر وان يكون قبل هذا وذاك صديقا للإعلاميين لا خصما لهم. ٭٭ فيصل عبدالهادي يحتاج حاليا ان يوطن نفسه مع المنصب الجديد فهو سيكون على تماس يومي مع الاعلام على عكس عمله مع المنتخب حيث يرتبط بالاعلام - غالبا - في المناسبات وهو ما يحتاج معه الى ان يفتح بابه وهاتفه وقبل ذلك ان يفتح قلبه للاعلاميين الذي سيكونون اولى البوابات له نحو النجاح الذي يأمله في مهمته الشائكة! [email protected]