احتضنت ساحة العروض بمدينة عدن في جنوب اليمن عصر أمس الثلاثاء مهرجانا حاشدا، حيث توافد أنصار الحراك الجنوبي من مختلف محافظات الجنوب لإحياء يوم 21 مايو الذي يوافق الذكرى التاسعة عشرة لإعلان نائب الرئيس السابق علي سالم البيض الانفصال والعودة بالجنوب إلى ما قبل الوحدة الطوعية عام 1990. ولجأ علي البيض إلى إعلان فك ارتباط الجنوب عن الشمال وإعلان قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعد 25 يوماً من الحرب التي شنتها قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح على قوات الجنوب. وتدفقت أعداد كبيرة من أنصار الحراك في المحافظات الجنوبية على مدينة عدن لإحياء الفعالية التي أكد المشاركون فيها على التمسك بحق الجنوبيين باستعادة الدولة الجنوبية. لكن فصائل أخرى في الحراك الجنوبي قاطعت هذه الفعالية، معللة ذلك بأن ما تضمنه إعلان نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض لم يحمل أية مسوغات قانونية، لأن الوحدة الطوعية بين الشطرين -كما يقولون- انتهت فور إعلان الرئيس السابق علي عبدالله صالح الحرب على الجنوب في ابريل من نفس العام. وقال العميد متقاعد علي السعدي وهو احد مؤسسي الحراك الجنوبي إنهم قاطعوا هذه الفعالية لان إعلان البيض لاستعادة الدولة الجنوبية تم بموجب دستور جمهورية دولة الوحدة ووثيقة العهد والاتفاق التي وقعت إبان الأزمة في الأردن. وأمام الجهود الدولية التي تسعى إلى لملمة الأزمة اليمنية وأبرزها القضية الجنوبية، يبدو علي سالم البيض - كما يرى مراقبون - في سباق مع فصائل الحراك الجنوبي الأخرى في إثبات انه الطرف الأقوى في الشارع، وهو الأمر الذي يعزز الانقسامات التي تعصف بمكونات الحراك الجنوبي، ويؤثر كثيرا على طرح رؤى موحدة لها بشأن القضية الجنوبية وكيفية حلها. وعبر قياديون جنوبيون بارزون عن مخاوفهم من مخاطر الجنوب إذ استمرت حالة السباق للسيطرة على الشارع الجنوبي في ظل ضعف الحكومة وبطئها في تقديم أية حلول تهدئ من احتقان وغضب الشارع الجنوبي.