حينما يصرح خادم الحرمين الشريفين بقوله "لا نستطيع أن نقف جامدين والعالم من حولنا يتغير" فإن هذا يعني العديد من المفاهيم الاقتصادية والتنموية التي تسهم في دفع عجلة الإنجاز، الذي انطلق منذ اليوم الأول لتولي الملك عبد الله زمام الحكم خلفاً لأخيه الملك فهد -يرحمه الله- في "يوم الاثنين 26 جمادى الآخرة 1426ه الموافق للأول من أغسطس 2005م". فأضحى الأمل في الله، ثم في الملكِ عبد الله الذي رفع لواء النقلة النوعية عالياً، فتميزت المملكة ومواطنوها في توافق مع الشريعة الإسلامية المعتدلة، ومواكبة للإنسان السعودي للتكنولوجيا الحديثة، في وثبة لمواكبة العالم ومنافسته. فجعل خادم الحرمين الشريفين هموم شعبه وأمته نصب عينيه، وتمثل ذلك في القرارات السامية التي تصب في مصلحة الوطن، من منطلق حرصه على توفير كل سبل الحياةِ الكريمة للمواطنين الذين أحاطوه بكل مشاعر الحب والولاء والطاعة. فتوالت الإنجازات والعطاءات على كافة الأصعدة، وامتدت الأيادي البيضاء لتلامس طموحات واحتياجات شعب هذا الوطن بمختلف فئاتهم. فبزت الدولة الفتية الركب الإقليمي في البناء والتأسيس، في حراك اقتصادي واجتماعي وسياسي وثقافي، من منظور القيادة الرشيدة في نظرة مستقبلية تساعد في الخروج إلى رحاب العصر الواسع واللحاق بركب الحضارة وتطورات العصر الذي يتسارع زمنه ويلهث، بعيداً عن النظرات السطحية الهشة التي تعيش خارج الزمن، تجتر الجدلياتِ، بينما العالم لا يمشي متلكئاً ولا يركض من حولنا فقط، بل يقفز متسارعاً في مجالات البحث العلمي والإنجازات والاختراعات والتأليف. وقد فطنت قيادتنا الرشيدة، أنَّا مازلنا نستهلك منتجات الغير دون قدرةٍ على الإنتاج ودون أن نُعمل عقولنا في كيفية اللحاق بركب الحضارة الذي راح خلفنا ونتباكى على مجدنا التليد والعز البائد! فعمل خادم الحرمين الشريفين، على تفعيل إعادة اعتبار الإنسان السعودي تربوياً وفكرياً، فهو العنصر الذي يشكل العصب الرئيس لكل عمليةِ تنمية! ولا يمكن إعادة الاعتبار للإنسان دون التعليم فكانت النهضة العلمية الشاملة في عهد خادم الحرمين الشريفين. فأنشئت الجامعات في شتى مناطق المملكة مشتملة على تخصصات طبية وهندسية وتطبيقية يحتاجها سوق العمل، وتوالت خطوات توسيع قاعدة الجامعات بخطى متسارعة ليصل اليوم عددها إلى "خمسة وعشرين" جامعة حكومية، بالإضافة إلى ثماني من الجامعات الأهلية، و"أربعة وعشرين" كلية ومعهد حكومي وأهلي، والأصل في الجامعة أنها مجموعة من العلماء وهبوا أنفسهم للدراسة والبحث والمعرفة وينظرون إلى الحياة ومشاكل المجتمع نظرة علمية شمولية متكاملة ويستعينون في الإضافة إلى المعرفة مع طلابهم بالكتاب والمعلومات والمختبر والدراسة الميدانية. لم يتوقف اهتمام خادم الحرمين الشريفين عند هذا الحد، وإنما تعدى ذلك إلى تعلم أجيال المستقبل وتدربهم، وأن تعزز المشاركة والتعاون مع الجامعات العالمية الكبرى ومؤسسات القطاع الخاص على أساس الجدارة والتميّز. إضافةً إلى المئات من مدارس التعليم العام للبنين والبنات، الأمر الذي يعتبره خادم الحرمين الشريفين دافعاً قوياً للجميع، لمضاعفة الجهد حتى نحقق المساهمة بدفع عجلت التعليم لهذا الوطن المعطاء، ويتحقق الانجاز العلمي تلو الإنجاز. والله ميز هذه البلاد من استشراف المستقبل برؤية ثاقبة تفتح آفاقاً جديدة في عمليات التنمية والتدريب وتأهيل المواطن ليغدو إنسان التنمية، ذي المواصفات الخاصة في عصر لا مجال فيه إلا لذوي التأهيل العالي، الذي يجعل المملكة القائد الطبيعي لدول العالم ... والله من قصد،،، * جامعة أم القرى