أقدم شرطيون بريطانيون على قتل رجل اشتبهوا في انه قد يكون انتحاريا ملتزمين بذلك بتعليمات امنية جديدة اثارت جدلا واسعا وتناولتها الصحافة البريطانية في اصداراتها امس السبت. وان كان رئيس الشرطة البريطانية (سكتلنديارد) ايان بلير اعتبر اثر الحادثة ان «كل وفاة هي أمر مؤسف»، فهو وجد نفسه من دون شك امس السبت تحت ضغط كبير. ولا شك ان حادثة مقتل المشتبه به «الجمعة» في محطة ستوكويل للمترو والذي اكد ايان بلير انها «مرتبطة بالتحقيق» في الموجة الثانية من الاعتداءات في لندن، اكدت لسكان العاصمة البريطانية انهم يواجهون خطراً حقيقياً بعد اعتداءات السابع من تموز «يوليو» (56 قتيلا و700 جريح)، وبعد الاعتداءات الفاشلة الخميس. وقد صدمت عملية التخلص من المشتبه به سكان العاصمة البريطانية لانها حادثة تطرح العديد من الاسئلة فقد اكد احد ركاب المترو كان متواجدا بالقرب من موقع الحادثة، ان الرجل الذي كان يلبس معطفا اسود طويلا قضى بخمس رصاصات في رأسه بينما كان مثبتا على الارض. وقالت الشرطة ان الرجل رفض «الاستجابة لتعليمات» الشرطيين الذين كانوا يلاحقونه بثياب مدنية. ونقلت صحيفة «فايننشال تايمز» عن مصادر من الشرطة ان هذه العملية تظهر التعليمات الجديدة التي عممتها شرطة لندن على رجالها المسلحين لمواجهة الانتحاريين منذ اعتداءات السابع من تموز «يوليو». وتعد شرطة لندن 31 الف عنصر بينهم اكثر من الفي عنصر يحملون سلاحا. وينتمي 350 رجلا من الشرطيين المسلحين الى وحدات «اي او 19» الخاصة التي تلقت تعليمات واضحة في هذا المجال، وتقضي التعليمات باطلاق النار على راس اي شخص يشتبه بانه يحمل مواد متفجرة، وليس على جسده. وهدف عناصر هذه الوحدات الخاصة المسلحين بمسدسات «غلوك» او برشاشات «ام بي 5»، هو اطلاق النار بغية القتل، او ما يعرف بعبارة «شوت تو كيل» في مصطلحات الشرطة البريطانية، وذلك للحؤول دون انفجار العبوة الناسفة التي قد يكون يحملها المشتبه به. وبالرغم من كون معظم شرطيي بريطانيا غير مسلحين، الا ان ذلك لم يثن عددا من الصحف عن انتقاد تصرفات المسلحين منهم معربة عن تخوفها من الاخطاء المميتة التي قد يرتكبونها. وقالت صحيفة «ديلي ميل» المحافظة: «اذا تبين ان الرجل لم يكن يحمل قنبلة، فان ذلك سيطرح تساؤلات مزعجة للغاية». وكان رئيس بلدية لندن، العمالي كين ليفيغستون استبق هذا الجدل باعلانه الجمعة ان تصرفات الشرطيين مبررة تماما. واكدت «جمعية ضباط الشرطة»، وهي الهيئة الاستشارية للشرطة البريطانية، ان «مجموعة دراسات متخصصة طورت تقنيات للتعامل ميدانيا مع التهديد» الانتحاري. وبحسب صحيفة «ذي غارديان»، عمدت الشرطة البريطانية وبشكل خاص وحداتها الخاصة، الى استشارة نظيرتها الاسرائيلية المعتادة على التعامل مع تهديدات الانتحاريين. وتقول «ذي غارديان» ان مسألتي نشر الشرطيين المسلحين واطلاق النار على ارهابي مفترض تندرجان في اطار برنامج «كراتوس». وبحسب الصحيفة، تنص التدابير الجديدة على ضرورة كون احد كبار ضباط الشرطة متأهباً على مدار الساعة لاعطاء الاوامر باطلاق برنامج «كراتوس» اضافة الى تعليمات للتدخل السريع في مواجهة الارهابيين. لكن هذا الموضوع ليس موضوع جدل بالنسبة لجميع اللندنيين المصدومين من سلسلة الهجمات والانذارات الحقيقية والخاطئة ومن عمليات الاجلاء من الابنية ومحطات المترو. وقد وجهت صحيفة «ديلي اكسبرس» الشعبية امس السبت نداء الى شرطيي لندن قائلة: «اقضوا على جميع واضعي القنابل». إلى ذلك استجوبت، شرطة لندن امس السبت اثنين من المشتبه في علاقتهما بالانفجارات التي وقعت في العاصمة البريطانية يوم الخميس الماضي. وكانت الشرطة البريطانية اعتقلت الشخصين مساء الجمعة في منطقة ستوكويل في لندن في حادثين منفصلين. وقال رئيس شرطة لندن إيان بلير لتليفزيون (بي.بي.سي) إن عملية الاعتقال كانت «واعدة جدا» لكنه رفض القول إذا كان الرجلان من بين الاربعة المطلوبين الذين نشرت الشرطة صورهم أمس الجمعة. ويأتي الاشخاص الاربعة على قائمة أبرز المطلوبين للاشتباه في علاقتهم بالانفجارات التي وقعت يوم الخميس الماضي.