بدأ النصر إجازته الصيفية بعد آخر مباراة أمام الأهلي أقصته من كأس الأبطال بنتيجة قاسية 13 وهي ذاتها التي آلت لها مواجهة الذهاب في مكة، والخسارة بهذه المحصلة في مباراتين خلال أقل من أسبوع تؤكد أن المنافس يتفوق في أمور عدة أهمها فاعلية العنصر الأجنبي الذي يصنع الفارق في الأهلي (برونو، بالمينو، الحوسني) وتحملهم المسؤولية في غياب الهداف فيكتور، بينما كان الأجانب في النصر غير مؤثرين، الحديث عن نجاح لاعب أو فشله بعد مباراة أو اثنتين غير مقبول البتة؛ غير أننا نتحدث اليوم عن محترفين خاضوا عددا كبيرا من المباريات، ومن السهولة بمكان الحكم على ما قدموه من عطاء، في النصر والنصر فقط ألحظ محاولات إعلامية لتمرير مسببات خارج الملعب بعد نهاية كل موسم، دون التركيز على وضع فريق كرة ولاعبين وأجهزة فنية وإدارية يفترض قراءتها من نواحٍ مختلفة، فضلا عن أهمية إطلاق رؤية حقيقية مجردة لحال منافسيه من شأنها أن تكشف كثيراً من الحقائق. جماهير النصر تريد بطولة ومتى انتهى موسم رياضي دون أن يسجل اسمه في لائحة شرف الأبطال فستخرج حزينة، وهذا الحزن استمر سنوات طويلة؛ غير أن نصر اليوم الذي لم يحقق إنجازا يختلف جذريا عن نصر الأمس الكسير الضعيف البعيد عن أي ترشيحات، نصر كارينيو وصيف بطل كأس ولي العهد هو الوحيد الذي لم يتلق خسارة في الدور الثاني للدوري السعودي ليحرز المركز الرابع قبل الأهلي الخامس ممثل السعودية الأفضل حتى الآن في دوري أبطال آسيا، ونصر كارينيو هو الأفضل دفاعا بالأرقام، وأظن أن بدايته المتواضعة مع الكولمبي ماتورانا كانت سببا في متاعبه لتعويض ما فات، وساهمت إصابات اللاعبين خصوصا المهاجم النشط جيمي أيوفي الخطيرة في إحداث هزة لم يكن من السهولة تجاوزها وهو من بلغ درجة عالية من الانسجام والفاعلية مع السهلاوي وباستوس، ولا بد من الإشارة لخطوات المدرب الأورجواني في منح الفرصة لعدد من العناصر الشابة التي بدأت في ترسيخ أقدامها ونحن موعودون مستقبلا بمشاهدة كثير من المواهب. الموسم المقبل سيكون أقل جهدا على الإدارة في ظل استقرار الجهازين الفني والإداري إذا ما تذكرنا معاناة الأندية السعودية في اختيار المدربين، وسيكون لكارينيو الوقت الكافي لمراجعة أوراق اللاعبين الأجانب فالحاجة ملحة لإحداث تغييرات على نطاق واسع؛ فضلا عن برنامج الإعداد للموسم المقبل بالتنسيق الباكر لمعسكر خارجي ومباريات منتقاه مع فرق متميزة سعيا وراء بداية قوية.