غيّب الموت وجهك الحبيب، اختطف شبابك ووسامتك، فاختطف روحي معك يا شقيق نفسي، وبلسم جرحي.. غادرت حياتنا باكراً.. أسرعت في لقاء حبيبك ونعيمه، سئمت حياة الكدر والعذاب والنفاق يا رقيق المشاعر والوجدان، آآآآآه يا أخي، فجعتني بوفاتك، مزقت فؤادي برحيلك، لم أعد أرغب الحياة بعدك، قتلني الحزن، وجف دمع عيني يا نور عيني، لا أتخيل قسوة من أهال التراب على وجهك الجميل، بل لا أتصور جرأة التراب على إخفاء تلك الملامح الطيبة!! حطمت قلبي يا حبيبي فعدت لا أدري ليلي من نهاري، أظلمت الدنيا بعدك يا حنون، الآهات تحرقني تخترق قلبي فتنزعه من صدري نزعاً حزناً عليك لكم عانيت من ظلم البشر، وقسوة القدر، لعلك الآن أفضل حال بجانب ربك الغفار، لا أدري كم ستطول مدة غيابك عني؟ متى سألحق بك؟ خمسة وثلاثون عاماً هي سنين عمرك الندي، لم تعشه ولم تذق حلاوته بدأت طفولتك باليتم والحرمان، وختمته بالمعاناة والآلام، لم تتزوج وتسعد كباقي الشباب، يا حسرة قلبي عليك يا أخي، يا عذابي من بعدك وشدة لوعتي، أشعر بأني سأصبح عمياء من كثرة البكاء.. سبحان الله!! يا «وجدي» (ما أجمل اسمك، إنه رقيق مثلك)، من يوم وفاتك (فجر الخميس) والمطر لم يكف عن الهطول، والجو سماوي ندي!! أدعو الله ان يمطرك بالرحمات والمغفرات، ويجعل قبرك حديقة غناء، أخي الحبيب: اهنأ في نومك واسترح، سأنفذ وصيتك بالتصدق بكل كتبك الدينية على أهلها ليصلك بإذنه وحده أجرها، سأنفذ كل ما طلبت مني، وسأسير على نهجك وطريقتك وأعمل بحب ما كنت تحب حتى النور الذي كنت تشعله ليلاً لن أطفئه ما حييت ليذكرني بك يا شمعتي التي أطفئت في أوجها.. رحماك يا إلهي رحماك بي أنزل على قلبي السكينة والطمأنينة، أجبر كسري وارحم ضعفي وأمدني بالقوة والصبر لأتحمل فراقه. وداعاً ألقاك به بعد المسير لنجتمع سوياً عند ربنا الرحيم، الراضي عنك بإذنه ومشيئته عدله ورحمته. أناشد ربنا الرحمن الرحيم وأتوسل عطفه وحنانه، أن يجعل الفردوس الأعلى مكانك، والأبرار صحبك وخلانك، والحوريات زوجاتك، وان يبدل شقاءك نعيماً. فهو السيد الكريم المنان المضياف. وأنت اليوم في ضيافته، فيارب أكرم نزله فهو منك وإليك وصلك بعد تعب طويل "وعذاب سنين" فاجعله في عليين في جنتك مع عبادك المخلصين يا رب العالمين كما وعدت ووعدك حق رجائي لكل من قرأ دعائي ان يؤمن ويدعو للفقيد بالرحمة. (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي).