منذ حوالي ثمانين عاماً تعرّف الباحثون على فيتامين "ك1 وك2" ووصفوا خصائصهما خاصة دور فيتامين "ك1" في تجلط الدم. ولكن، لم يتم اقتناع الباحثين عالمياً بالدور الكبير الذي يلعبه فيتامين "ك2" في الوصول إلى الصحة إلا منذ عقدين فقط. وفي عام 2006م بالتحديد تآزرت جهود باحثين من جامعة تفتس الأمريكية ووزارة الزراعة الأمريكية لوضع لوائح بمدى توفر فيتامين "ك2" في الأطعمة. ومنذ تلك الفترة تزايدت البحوث بشأن التأثير الكبير لفيتامين "ك2" على الجسم: فيتامين "ك2" يعمل بالتآزر مع فيتامين أ وفيتامين د (وهي من الفيتامينات التي تذوب في الدهون)، ففيتامين أ وفيتامين د تعطي خلايا الجسم إشارات لكي تنتج أنواعا من البروتينات ثم يقوم فيتامين "ك2" بتفعيل تلك البروتينات لتقوم بترميم خلايا الجسم، وبدون فيتامين "ك2" لا تعمل تلك البروتينات بالكفاءة المتوقعة. يقول الدكتور Cees Vameer المتخصص بفيتامين "ك2" أن كل الناس تقريباً يعانون من نقص فيتامين "ك2" مثلما أن كل الناس يعانون من نقص فيتامين د. إذا كان الإنسان يعاني من انسداد الشرايين أوأمراض القلب أو الدوالي أو لديه استعداد وراثي للإصابة بأي منها فعليه الحرص على توفير حاجة جسمه من فيتامين "ك2" يومياً. يمكن إعادة بناء مادة العظم عند من يعانون من وهن العظام (الهشاشة)، كما تقل مخاطر الكسور لديهم إذا توفر فيتامين "ك2" في الأمعاء. يعدّ فيتامين "ك2" عامل وقاية ضد الإصابة بأنواع من السرطان كالبروستاتا أو الرئتين أو الكبد او اللوكيميا. كما قد يساعد على تقليل حجم الأورام بعد الإصابة بها كما ذكرت دراسة عن الموضوع نشرت في عدد مارس 2010 من دورية American Journal of Clinical Nutrition يعدّ فيتامين "ك2" عامل وقاية أيضاً من بعض المشاكل الذهنية كالنسيان لأنه يقلل من تعرض الخلايا العصبية للإجهاد التأكسدي ويقلل من تلف الأعصاب. يمكن للجسم أن يحوّل فيتامين ك1 (من الخضروات الورقيّة الداكنة كالسلق والسبانخ والبركولي والرجلة والملوخيّة) إلى فيتامين "ك2"، إلا ان كمية فيتامين "ك2" التي تنتج من هذه العمليّة وحدها ليست كافية لحاجات الجسم من فيتامين "ك2"، ولذا يجب الحرص على توفيره من الأطعمة المخمّرة أو المنتجات الحيوانية من حيوانات تتغذى على الأعشاب لا على الحبوب. فيتامين "ك2" من الفيتامينات التي تذوب في الدهون مما يعني ضرورة أن تكون هناك دهون مع ما يتناوله الإنسان من أطعمة غنيّة به لتحسين كفاءته، فتناول الزبادي المنزوع الدسم لا يوفر البيئة المناسبة للاستفادة من فيتامين "ك2". ليس هناك ضرر من زيادة كمية ما يتناوله الإنسان من فيتامين "ك2" لأن الزائد يطرحه الجسم خارجه يومياً.