ارتبط فيتامين د فيما مضى بأمراض العظام مثل الكساح والهشاشة فقط، اما اليوم فيعتقد ان فيتامين د يلعب دوراً مهماً في صحة الإنسان ككل. ففي مقال نُشر في عدد أغسطس من المجلة الأمريكية للتغذية السريرية American Journal of Clinical Nutrition يحدّد أنتوني نورمان المختص بفيتامين د إمكانات فيتامين د لتعزيز الصحة بشكل عام وتقوية المناعة بشكل خاص، وتنظيم إفراز الإنسولين من البنكرياس، وتنظيم عمل القلب وضغط الدم، وكذلك تقوية العضلات ونشاط الدماغ. كما يُعتقد أن توفر كميات مناسبة من فيتامين د في الجسم يقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان. كما يذكر نورمان في مقاله 36نوعاً من أنسجة أعضاء الجسم تستجيب خلاياها حيوياً لفيتامين د، وهذه الأنسجة تشمل أنسجة نقي العظام والثديين والقولون والأمعاء والكلى والبروستاتا والعين والبشرة والمعدة والرحم والرئتين. ومع اقتراب دخول فصل الشتاء وانتشار الانفلونزا ذُكر ان وجود الكفاية من فيتامين د يحمي بإذن الله من الانفلونزا وغيرها من إصابات الجهاز التنفسي. كما تشير دراسة أخرى أجريت على فيتامين د ان نقصه يرتبط بحدوث مرض باركنسون!! ونقص فيتامين د يمكن أن يؤثر في جميع الأنسجة المذكورة أعلاه. وأكثر الفئات التي تعاني من نقص هذا الفيتامين هي النساء والأطفال وكبار السن. وأحد الأسباب الرئيسيّة لنقص فيتامين د هو عدم التعرض لأشعة الشمس، فالتعرض لأشعة الشمس لمدة 10إلى 15دقيقة كل يوم يعتبر مناسباً لكي يقوم الجسم بطريقة طبيعية بتصنيع كفايته من هذا الفيتامين المهم. وبسبب إيقاع الحياة السريع توقف الناس عن التعرض لأشعة الشمس حيث ثبت مؤخراً أن توفر فيتامين د عن طريق التعرض لأشعة الشمس يساعد في الوقاية من أمراض القلب حيث يزيد من انتاج المواد الحاثّة لانقسام الخلايا والتي تحارب الالتهابات، ويقلل من ترسّب أملاح الكالسيوم في الأوعية الدمويّة، كما يساعد على نمو العضلات ومرونتها. فعدم التعرض للشمس يتسبب في حدوث 50ألف حالة مرض بالسرطان سنوياً، كما يتسبب في حدوث الكثير من أمراض القلب والتهابات المفاصل وغيرها. أما عن طريق الغذاء فتناول الأسماك التي ترتفع فيها نسب الدهون مثل السالمون والسردين والتونة والاسقمري والسلور والقنبر ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل يوفر حاجة الجسم من فيتامين د. وهناك من يحبذ سد النقص بتناول فيتامين د على شكل كبسولات أو حبوب حيث كان يُعتقد أن 2000وحدة دوليًة منه يومياً كافية، ولكن أهمية هذا الفيتامين جعلت المختصين مؤخراً يزيدون الكمية اليومية الموصى بها إلى 4000وحدة دوليّة، وقد تصل إلى 6000وحدة دوليّة للأمهات المرضعات.