ثمَّة مايقال عن فكر خادم الحرمين الشريفين ونحن نستجلي ملامح هذه القفزة التنموية العملاقة وهي تعانق سماء المجد سموقاً وافتخاراً، فالمنجزات وشواهدها العظيمة التي تأتلق في آماد الزهو تستحق ولو إيماءة عابرة. حول هذا التراكم من منجزات وما ألقته من ظلال على رفاه وتماسك اقتصاد وطننا الغالي يتحدث شوريون فيقول د. عبدالله بن زبن العتيبي عضو لجنة الشؤون الخارجية: خادم الحرمين يقود ماراثوناً تنموياً ضخماً نحو المستقبل الزاهي الجميل، وتتعدد الجوانب المضيئة عند الحديث عن محاور وجوانب الإستراتيجية التنموية التي يقودها - حفظه الله - في مجالات البناء الداخلي للدولة وكذلك المحاور الأساسية للسياسة الخارجية الفذة، ولعلنا في عجالة نشير إلى مؤشر مهم حياديا لمستوى الأداء في كل ما تحقق في عهده - حفظه الله - من انجازات وتطورات ايجابية تصب كلها في سبيل بناء الإنسان، وتحقيق رفاهيته وتطلعاته د. العتيبي: الحراك التنموي لبلادنا أدهش العالم ورسخ بناء الإنسان وطموحاته، فلقد كان حصول خادم الحرمين الشريفين على العديد من الجوائز الدولية الكبرى والأوسمة العظمى علامة فارقة تؤكد لدارس تاريخ المملكة خلال الحقبة التي تولى فيها دفة الحكم، أقول - والحديث للعتيبي - إنها تؤكد أن هناك انجازات استثنائية من رجل استثنائي لفتت نظر العالم والمؤسسات والهيئات الدولية لتقول كلمتها بأنه يستحق ذلك التكريم والتنويه باسمه قائدا موفقا صادقا في قيادة شعبه والنصح لامته وحب الخير للإنسانية جمعاء. ومضى العتيبي في حديثه قائلاً: كل هذا يأتي ليؤكد أن خادم الحرمين الشريفين يقود حراكا تنمويا هائلا أدهش العالم وذلك في مجالات البنى التحتية والتنمية الشاملة وفق إستراتيجية طويلة المدى، تحقق للبلاد مستقبلا زاهرا وواعدا للأجيال القادمة، منطلقا فيها من الثوابت الإسلامية التي أرسى قواعدها جلالة الملك عبدالعزيز يرحمه الله، وسار عليها أبناؤه الكرام من بعده، ويجزم العتيبي بأن ما يرد في الخطابات الملكية خاصة تلك التي يلقيها حفظه الله تحت قبة الشورى، تؤكد أن الدولة بقيادة الملك عبدالله مصممة على السير الحثيث في سبيل بناء الإنسان السعودي وترسيخ قواعد الإصلاح والتطوير وبناء دولة المؤسسات العصرية وفق مبادئ الشريعة الإسلامية ومحاربة الفساد، وتأكيد مبادئ المحاسبة والشفافية، إضافة إلى استمرار الدور القيادي على المستوى العربي والعالمي في المجالات الاقتصادية والسياسية والفكرية، من خلال د. زيلعي: الحوار الوطني وأتباع الأديان ووزارة الثقافة ثمرات وعي ثقافي لقائدنا الشراكات الضخمة مع الدول المتقدمة والصناعية، لتوطين التقنية وبناء اقتصاد المعرفة، وتأكيد مبادئ حوار أتباع الأديان والثقافات والحضارات، وهذه المضامين تلقي على كواهلنا - أعضاء مجلس الشورى - مسؤولية عظمى في التجاوب معها ووضعها نصب أعيننا منارة توجيه وإرشاد وتنفيذ. وختم العتيبي حديثه بالإشارة إلى ماقاله خادم الحرمين الشريفين في أحد لقاءاته بأعضاء الشورى حينما قال "أقول لكل مواطن ومواطنة لقد عرفتكم خلال السنين كما عرفتموني، وقد كنتم على الدوام مخلصين صادقين أوفياء للعهد، وستجدوني – إن شاء الله – مخلصاً لديني ثم لوطني صادقاً معكم وفياً للعهد، ستجدوني معكم في السراء والضراء أخاً وأباً وصديقاً صادقاً، سأكون بينكم في المسيرة الواحدة نرفع كلمة الإسلام، ورفعة الوطن"، وقال العتيبي" نسأل الله ان نوفي قائدنا ووطننا شيئا من حقه علينا، ونسأل الله أن يمد في عمر والدنا وقائدنا الملك عبدالله على الطاعة ورفعة البلاد والعباد. أ.د. أحمد زيلعي وتحدث عضو لجنة الشؤون الثقافية والإعلام بمجلس الشورى الدكتور احمد عمر زيلعي عن جانب من شخصية الملك عبدالله وقال: الملك عبدالله بن عبدالعزيز رجل إصلاح وصاحب قرار ورجل دولة من الطراز الأول استطاع بكفاءة واقتدار أن يواصل المسيرة التنموية للمملكة العربية السعودية، وأن يقفز بها قفزات واسعة على مختلف الأصعدة، وأن يحقق لبلده نهضة تنموية لامست مختلف الجوانب التعليمية والثقافية والعمرانية والاقتصادية والخدمات الصحية والاجتماعية والأمنية والإسكان وخلاف ذلك من الأمور المسخرة لخدمة الوطن والمواطنين الذين يجمعهم حب هذا الملك الإنسان القريب إلى قلوبهم (حفظه الله). وتابع زيلعي حديثه وقال: وعما تحقق للثقافة والإعلام في عهد خادم الحرمين الشريفين أود الإشارة إلى أن التاريخ يسجل للملك عبدالله عنايته بالثقافة منذ بواكير خدمته في الدولة، فما أن تسلم رئاسة الحرس الوطني حتى جعل الثقافة وخدمتها إحدى الركائز الأساسية في جهاز الحرس الوطني، من ذلك تأسيسه لمكتبة الملك عبدالعزيز بفرعيها في الرياض، ثم فرعيها في كل من المغرب والصين، وما اضطلعت به المكتبة من نشر علمي متقن لأمهات الكتب والدراسات والبحوث الي توجتها بإصدار الطبعة الأولى من موسوعة المملكة العربية السعودية التي جاءت في 20 مجلدًا، كذلك عقدت مكتبة الملك عبدالعزيز سلاسل متتالية من المحاضرات والندوات والمؤتمرات العلمية المتخصصة في مختلف ميادين الثقافة والمعارف الإنسانية، واعتماد الملك حفظه الله جائزة عالمية باسمه للترجمة من اللغة العربية وإليها إدراكًا منه بأهمية الترجمة في إثراء المعارف الإنسانية ودورها في تقدم البشرية وتطورها ورقيها، ويسجل التاريخ للملك عبدالله في باب اهتمامه بالثقافة تأسيسه للمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية الذي مضى على تأسيسه الآن 28 عامًا، وحقق كثيرًا من الغايات والأهداف التي ليس أقلها المحافظة على تراث الأجداد وإحيائه ونقله إلى الناشئة جيلًا بعد جيل، واكتسب مهرجان الجنادرية سمعة وشهرة واسعة ليس على المستوى المحلي والعربي وحسب وإنما على المستوى العالمي. وأضاف الدكتور زيلعي: ويصب في عناية الملك عبدالله بالثقافة تأسيسه لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ثم مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين اتباع الأديان والثقافة بمدينة فيينا بالنمسا، وأخيرًا دعوته المشهورة في افتتاح مؤتمر قمة الدول الإسلامية في مكةالمكرمة إلى تأسيس مركز للحوار بين المذاهب وهذه كلها صروح ثقافية وفكرية وحضارية هدفها تغليب لغة الحوار وقبول الآخر وتعزيز التفاهم ونشر مبدأ السلام والوئام بين المستهدفين في هذه المراكز من بني البشر. وقال زيلعي: شهد عهد الملك عبدالله قفزات كبيرة في مجال الثقافة والإعلام حينما أمر بضم الثقافة إلى وزارة الإعلام ليصبح مسماها الجديد وزارة الثقافة والإعلام، وخلال هذه الحقبة من عهد الملك عبدالله الميمون توسعت الوزارة في افتتاح عدد من النوادي الأدبية واللجان الثقافية في بعض مناطق المملكة ومحافظاتها، وصدرت لأول مرة اللوائح الجديدة المنظمة لها، وتضاعفت في عهده عدد القنوات الفضائية التي منها قناة القرآن وقناة السنة النبوية، وقناة الاقتصادية وقنوات الرياضة والأطفال، ثم القناة الثقافية التي نقلت ثقافة المملكة العربية السعودية وتاريخها وحضارتها وتراثها إلى مختلف أنحاء العالم. ثم توج الملك عبدالله بن عبدالعزيز إصلاحه وتطويره للثقافة والإعلام في بلادنا بإنشاء الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع التي تتمتع بالشخصية الاعتبارية المستقلة، وتلك خطوة سباقة في عالم الإعلام العربي تحسب للملك عبدالله، ويسجلها له التاريخ جنبًا إلى جنب مع كثير من إصلاحاته التي لامست كل مرافق الدولة بهدف تحقيق الخير والسعادة لأبناء هذا البلد المعطاء الذين نأمل أن يتحقق لهم في المستقبل القريب مايطمح إليه الملك حفظه الله من حل مشكلة الإسكان في مختلف مدن المملكة وقراها.