أعلنت ولاية بافاريا الألمانية المحافظة وهي ولاية أساسية لتحقيق أمال المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في البقاء في منصبها خلال انتخابات العام الجاري ، اليوم الجمعة قائمة بأسماء 79 نائبا من نواب الولايات الحاليين أو السابقين ممن تلاعبوا بكشوف رواتب الوظائف العامة لصالح أقاربهم. وتسببت فضيحة المحسوبية في إحراج الجناح البافاري من حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي المنتمية إليه ميركل ، والذي جاء منه كل رؤساء وزراء الولايات الجنوبية منذ عام 1957 . وقد يتضرر المستقبل السياسي لكثيرين ممن ضمتهم القائمة التي أعلنتها باربارا ستام رئيسة مجلس الولاية في ميونيخ. ومن بين قائمة ال 79 اسما لا يزال 17 نائبا منهم يعملون في المجلس البالغ عدد مقاعده 187 مقعدا فيما ترك الآخرون مقاعدهم في عام 2003 أو 2008. وبينما لا يزال من غير الواضح ما إذا كان النواب انتهكوا نص القانون ، فان التصور الخاص بشيوع الجشع بين النواب يهدد بتغيير مزاج الناخبين في ولاية استفادت فيها ميركل من وراء الفكرة القائلة " لا تغير فريقا فائزا ". وكانت مزاعم بالفساد قد أضرت في بادىء الامر بحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي الشهر الماضي عندمااعترف الرياضي الشهير أولي هونيس، الذي يشغل منصب رئيس نادي بايرن ميونيخ لكرة القدم وأحد أعمدة شبكة التجارة والسياسة بحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي لمصلحة الضرائب بانه أخفى أصولا خاضعة للضرائب في الخارج. واستقال زعيم المؤتمر الحزبي بالاتحاد الاجتماعي المسيحي في البرلمان المحلي ببافاريا جورج شميت من منصبه القيادي الأسبوع الماضي بعد الكشف عن ان زوجته تصدرت قائمة الحاصلين على مرتب على مدى 23 عاما علاوة على راتبه من البرلمان. وفي عام 2000، حظرت بافاريا توظيف الزوجات، والأطفال والآباء والأمهات كموظفين لدى النواب في الوظائف التي تمولها الدولة كما هو الحال في باقي الولايات الألمانية. لكنها سمحت باستمرار العقود القائمة نافذة المفعول واستغل 56 من نواب حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي هذه الثغرة. وتم تسمية 23 نائبا آخر ممن استفادوا بهذا الإمتياز من الموالين للمعارضة، ويأمل الحزب الديمقراطى الاجتماعي وحزب الخضر في الولاية في إسقاط حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي ورئيس وزراء الولاية هورست زيهوفر من السلطة في انتخابات الولاية في 15 سبتمبر المقبل ، قبل أسبوع من الانتخابات الاتحادية ولكن الأحزاب الثلاثة جميعها تاثرت سلبا بهذه القضية. ويعد حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي في بافاريا جزء من التحالف الذي يدعم بقاء ميركل في منصبها في برلين، وفقدان الدعم في واحدة من الولايات الأكثر محافظة في ألمانيا يمكن أن يسلب منها هامش الفوز الضئيل إذا جاءت نتيجة الانتخابات الاتحادية متقاربة كما هو متوقع. وقالت أستاذة العلوم السياسية في ميونيخ، أورسولا مونش لوكالة الأنباء الالمانية(د. ب .أ) إنها تخشى ان تنفجر الفضيحة في وجه جميع السياسيين، على الرغم من ان قلة فقط منهم هم الذين اكتظت جيوبهم، حيث أن كثيرا من الناخبين سيعزفون عن المشاركة في الإنتخابات اشمئزازا مما حدث.