تحتضن المملكة العربية السعودية في عاصمتها الرياض الندوة الاقليمية لمكافحة المخدرات وتبادل المعلومات في دورتها الثانية بمشاركة وفود ومتخصصين من كافة دول العالم وذلك خلال الفترة من 20 - 22/6/1434ه. هذه الندوة الاقليمية تجير لمؤسسها وعراب فكرة إنشائها الراحل المغفور له بإذن الله الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي حرص على اضطلاع المملكة بدورها الرائد على المستوى الدولي في مكافحة المخدرات، إضافة إلى اهتمامه (رحمه الله) بحماية الوطن وأبنائه من الوقوع في آفة المخدرات الذي تسعى عصابات الشر لنشرها بين أبنائنا وبناتنا للقضاء عليهم، إيماناً منه بأن خطر هذه المخدرات يفوق ما تفقده الدول أثناء الحروب المدمرة. فغفر الله له وأسكنه فسيح جناته وجعل ما قدمه في ميزان حسناته. وكذلك لا يخفى علينا ما يقدمه ويحرص عليه سمو سيدي الأمير محمد بن نايف وزير الدخلية الذي جعل وقته وجهده في سبيل أمن هذا الوطن الغال وجعل بين عينيه هدف واحد هو حفظ أبنائه وتوجيههم إلى المسار الصحيح وسخر كل امكانات وزارة الداخلية للقضاء على هذه الآفة بدءاً بالتوعية والمكافحة على جميع الأصعدة الممكنة، وذلك بالتعريف بسبل الوقاية الفعالة وانتهاء بملاحقة مهربيها ومروجيها للحد من انتشارها وتحقيق الهدف المنشور وهو منع انتشار أنواع المخدرات بين المواطنين والمقيمين على أرض هذا الوطن. وقد اهتمت الدولة - حرسها الله - بفئة غالية من أبنائها ممن وقعوا ضحية للمخدرات من خلال تقديم الخدمات العلاجية وتوفيرها مجاناً بمستشفيات وزارة الصحة والجهات الصحية العلاجية التابعة لكافة قطاعات الدولة. وبالرغم من كافة هذه الجهود الرامية إلى تقديم الرعاية الصحية للمتعاطين والمدمنين إلا أن ازدياد عدد المدمنين والحاجة الملحة لتوفير هذه الخدمة في كافة مناطق ومحافظات المملكة يقود إلى دعوة لمساهمة القطاع الخاص بفعالية في إنشاء مراكز علاج من الإدمان وكذلك إنشاء برامج لرعاية اللاحقة. هنا أجدها فرصة لتأكيد أهمية بذل الجهود في كافة قطاعات الدولة الحكومية والأهلية للتوعية بأضرار المخدرات وخلق جيل واعٍ يملك القرار برفض تعاطيها. وفي هذا المقام يجب أن نشيد ونفتخر بالدور الكبير والفعال للمديرية العامة لمكافحة المخدرات في سبيل محاربة والقضاء على هذه الآفة فقد شاهدنا عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة حجم الضبطيات الكبيرة الذي يجعلنا نعتز ونفتخر برجال أمننا البواسل وشجاعتهم في سبيل التصدي لانتشار هذه الظاهرة والقضاء عليها والجهود المميزة التي تبذلها المديرية العامة في محاربتها مهربي ومروجي المخدرات والنجاحات التي حققتها بالضربات الاستباقية لهم التي تمت بفضل الله ثم بجهود المخلصين من رجال مكافحة المخدرات، الذين يعملون بكل جد وهمه من دون كلل أو ملل في سبيل محاربة مهربي المخدرات الذين همهم الرئيسي الكسب المادي بطريقة غير مشروعة، فهم على استعداد لبيع أنفسهم وأسرهم وأوطانهم وشعوبهم مقابل السماح لهم بانتشار المخدرات. ولا ننسى الإدارة الواعية والمدركة للأمانة الموكلة لها تحت قيادة مدير عام مكافحة المخدرات اللواء عثمان بن ناصر المحرج الذي يملك عقلية قيادية زرع الثفة من خلالها في مرؤوسيه ووجههم الوجهة الصحيحة من خلال الدعم والمساندة والتشجيع والتحفيز حتى أثمر ذلك في نجاحات متميزة للمديرية، وذلك في ضرب مخططات المهربين ومن ثمرات ذلك أن أصبحت المملكة من أكبر دول العالم في ضبطيات مادة الكبتاجون وكذلك في تقديم أفضل البرامج الوقائية في مجال مكافحة المخدرات، وذلك بأسلوب علمي ممنهج ورفيع وكذلك تقديم رسائل فاعلة ومؤثرة. فشكراً لهذه الإدارة الواعية وشكراً لرجال مكافحة المخدرات البواسل مع دعواتنا لهم بالتوفيق إن شاء الله.