طالب الصحفي خالد زغلول - صاحب دار «مصر المحروسة» للنشر، وناشر الكثير من كتب الدكتور سيد القمني - بضرورة أن تؤخذ التهديدات التي تلقاها الدكتور القمني على محمل الجد. وقال زغلول في حديثه ل«ثقافة اليوم» نيابة عن الدكتور القمني الذي غير أرقام هواتفه ويعتزل الحياة العامة: إن الحقيقة المؤكدة هي أن الباحث والكاتب المصري الدكتور القمني قد تلقى تهديدات بالغة الخطورة منسوبة إلى تنظيم القاعدة في العراق، وإلى تنظيم الجهاد في مصر، وهذه التهديدات وصلت إلى حد العزم على «الإطاحة برأسه» و«سفك دمه». ويجب أن يؤخذ الأمر بجدية، بغض النظر عما إذا كانت التهديدات صادرة من هذه الجهات بالفعل أو أنها مزورة. وأشار زغلول إلى أن التراخي في تتبع التهديدات التي وصلت في مرحلة سابقة إلى الكاتب الدكتور فرج فودة قد أدى إلى تنفيذ واقعة الاغتيال ضده بالفعل. وقال زغلول مستطرداً: على الجهات الأمنية توفير الحماية الكافية للدكتور القمني، والتحقق من مدى مصداقية هذه التهديدات التي وصلته على بريده الإلكتروني. كما أن القضية ليست أمنية فقط، فهي قضية فكرية وثقافية في الأساس، ومن ثم فإن على المثقفين المصريين سرعة اتخاذ موقف واضح ومحدد إزاء ما يتعرض له كاتب مصري، بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف معه فيما يكتبه. وشدد زغلول على ضرورة التفرقة بين الاختلافات أو حتى الخلافات الثقافية والفكرية والبحثية، وبين دعاوى التكفير وإهدار الدم التي تحول حياة الكتّاب وحملة الأقلام وأصحاب وجهات النظر إلى كابوس مرعب. ويشار إلى أن الدكتور سيد القمني حاصل على الدكتوراه في فلسفة الأديان، وله العديد من المؤلفات والكتب التي قابلها الكثيرون بالتحفظ والازدراء، ومنها: «أهل الدين والديموقراطية»، «الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية»، «شكراً ابن لادن»، وغيرها. وكان الدكتور القمني قد أصدر فور تلقيه تهديدات بالقتل بياناً أعلن فيه عن «تنصله» وبراءته و«توبته» من كافة كتاباته ومؤلفاته السابقة، معتزماً الاعتزال والتفرغ للحياة الأسرية، وإن كان يعتبر أن ما قام به من جهد فكري هو من باب الاجتهاد والبحث عن الصواب. ومن جهتها، استبعدت الجماعة الإسلامية في مصر فكرة أن تكون التهديدات التي وصلت إلى الدكتور سيد القمني جادة، وذلك باعتباره ليس من الكتاب أو الباحثين «ذوي الاعتبار»، فضلاً عن أن الاغتيالات ليست من سياسة الجماعة في الوقت الراهن إزاء الكتاب والمثقفين الذين تختلف معهم.