استقبلت محافظة القويعية صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز. لا شك أن سكان القويعية، والذي يقدر عددهم بما يربوا عن ال 126،000 فرحين ومستبشرين بهذه الزيارة الميمونة؛ لما تعكسه من تلاحم بين الحاكم والمحكوم، وبما تجسده في ثناياها من حرص وتقدير وإحساس بالمسؤولية من لدن ولي الأمر لرعيته، عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ألا كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته.. الحديث). متفق عليه. والحقيقة ان محافظة القويعية كباقي المحافظات في مملكتنا الحبيبة، قد نالتها أيدي التطوير في شتى المجالات، وذلك بفضل الله ثم بفضل حكومتنا الرشيدة حيث يحرص ولاة الأمر في أن يعم الخير جميع المحافظات في هذه المملكة الراسخة بدينها ورجالها. وبما أن الخير والبذل مستمران فأهل محافظة القويعية يطمعون في المزيد من البذل للتطوير والارتقاء. تعتبر محافظة القويعية من أكبر المحافظات في دولتنا الغالية وتضم في جنباتها أكثر من 600 هجرة وقرية. وأرضها غنية بمعدن الذهب وبها منجم الأمار لاستخراج ذلك المعدن الثمين، وجبالها مليئة بحجر الغرانيت، وهي زاخرة بالآثار ففي كنفها يوجد ثنية وبقايا حصن عصام بن شهبر الجرمي، الذي تنسب له كلمة "عصامي" قال فيه النابغة الذبياني: ونفس عصام سوّدت عصاما وعلّمته الكر والإقداما وبجواره - عند الجبل الشاهق في العلو شمالات "شمام" - عدة مناجم قديمة لمعدني الفضة والنحاس. كما يوجد بها نقوش آشورية وثمودية تعود لعصور قديمة جدًا، ويوجد بها جبلا "الدخول وحومل" الذين ذكرهما أمرئ القيس في معلقته حيث قال؛ بسقط اللوى بين الدخول وحومل. ومن قُراها "داحس" والتي يقال بأن المعركة الشهيرة "داحس والغبراء" وقعت بها ويوجد بها قبور جاهلية كثيرة ؛ وكذلك "إجزالا" وهي قرية زراعية تمتاز بعذوبة الماء وبأحجارها الغريبة التكوين؛ وكذلك "أبالرِّحي" وهي قرية يكثر بها "الرَّحى" وكانت هذه الرِّحي تستخدم قديمًا لسحق الحجارة في استخراج المعادن الثمينة. والحقيقة أن الآثار تكاد تكون في كل بقعة من أرض محافظة القويعية ولكن لا يسعني حصرها جميعًا في هذا المقال. ونأمل من الهيئة العليا للسياحة والآثار في تصنيف المحافظة من ضمن المناطق السياحية، والاعتناء بما تزخر به من آثار، وتكون مقصدًا سياحيًا. اللهم احفظ وحدتنا ولحمتنا وولاة أمرنا وأدم علينا نعمة الإسلام ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا. آمين.