في خطوة عدتها دولة الاحتلال الإسرائيلي سابقة في تاريخ الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر، تم التوصل الى صفقة بين النيابة العامة الإسرائيلية ومعتقلي الحركة الإسلامية وفي مقدمتهم الشيخ رائد صلاح على اطلاق سراحهم في غضون فترة زمنية محددة مقابل اعترافهم بجزء من التهم الموجهة اليهم. وذكر مصدر في الحركة الإسلامية في اراضي فلسطينالمحتلة عام 1948م ان محامي معتقلين الحركة الإسلامية اتفقوا مع النيابة الإسرائيلية على تعديل لائحة الاتهام الموجهة اليهم، بحيث يتم الغاء جزء من التهم الموجهة للمعتقلين، واعتراف المعتقلين بالجزء الاخر، والتي يواجهون بموجبها عقوبة بالسجن لفترة تختلف من معتقل الى اخر. وكانت السلطات الإسرائيلية اعتقلت خمسة من قيادات الحركة الإسلامية بينهم رئيسها رائد صلاح، منذ نحو 20 شهرا، ووجهت لهم مجموعة من التهم من ضمنها تمويل منظمات فلسطينية، والتعاون مع «جهات معادية»، وغير ذلك، الامر الذي نفاه المعتقلون حتى عقد الصفقة. وحسب الصفقة فان الشيخ صلاح سيمضي نحو ستة اشهر اخرى قيد الاعتقال ويطلق سراحه بعدها، فيما سيقضي محمود محاجنة نحو سنة اخرى. وهناك ثلاثة معتقلين سيتم الافراج عنهم في غضون ايام وهم الدكتور سليمان اغبارية رئيس بلدية ام الفحم سابقا، وناصر اغبارية واخر لم يعرف اسمه. من جانبه، اعتبر، الشيخ عبدالمالك دهامشة من الحركة الإسلامية وعضو الكنيست الإسرائيلي في اتصال مع «الرياض»، «ان أهداف المحاكمة كانت منذ البداية سياسية وبعيدة عن ما يتعامل به القانون مع باقي المتهمين في الدولة، وأظن ان استمرار اعتقال الشيخ رائد واخوانه كان وسيلة ضاغطة لكي يقبلوا بتسوية القضية كما حدث بالأمس بحيث يعترف الاخوة ببعض التهم ليطلق سراحهم». واضاف: لقد ثبت مرة أخرى ان اجهزة الدولة تتعامل مع وسطنا العربي عامة ومع الاتجاه الإسلامي بشكل خاص بعداء بالغ وتقوم بافتراء التهم وتضخيمها في كل حين ليثبت فيما بعد بأن هذه التهم لم تخرج من دائرة الافتراءات. كان أولى بجهاز قضائي يحترم نفسه ويعطي للعدالة مجراها ان يطلق سراحهم لكي يثبت في النهاية، وبعد سماع كل البينات من الاطراف المعنية بشكل حر ومفتوح بعيدا عن ضغط الاعتقال. وتابع: اصبح المعتقلون بين خيارين صعبين، وهما استمرار اعتقالهم اذا اخذت الأمور مجراها حتى النهاية، او الموافقة على الصفقة واطلاق سراحهم في وقت معروف، فاختاروا هذه التسوية رغم صعوبتها. من جهتها اعتبرت الجهات الإسرائيلية الصفقة سابقة في تاريخا وانتصارا لها وقالت ان موفقة معتقلي الحركة الإسلامية على تعديل لائحة الاتهام ضدهم بمثابة اعتراف ولو جزئيا بالتهم الموجهة اليهم.