أكد "د.ياسر بن حسين مندورة" -رئيس الجمعية السعودية لطب العناية الحرجة ورئيس اللجنة العليا للمؤتمر الرابع لطب العناية الحرجة- على أن الجمعية شرعت في تنفيذ خطة تعاون مع الجمعيات العالمية في هذا المجال لتطوير مهارات ومعارف الكوادر الصحية، حيث يعقد المؤتمر الدولي الرابع -هذا اليوم- بالتعاون مع الجمعية الأوروبية للعناية المركزة. وقال في حديث ل"الرياض": سنوقع مذكرة تفاهم مع الجمعية الأوروبية على هامش المؤتمر، تتركز في ثلاثة محاور؛ التعاون، الزمالة الأوروبية للعناية المركزة، تدريب الكوادر لتحضيرهم للزمالة الأوروبية، مبيناً أنه سيتم على هامش المؤتمر أيضاً الإعلان عن توقيع اتفاقية مع كلية "إليس" الكندية ب"مونتيريال"، حيث سيتم بموجبها افتتاح فرع للكلية داخل الجمعية؛ لعقد دبلوم تدريبي لإعادة تأهيل الكوادر الصحية في المملكة. وأشار إلى أن لديهم خطة توسعية لتأسيس فروع داخل مناطق المملكة، تشمل افتتاح خمسة مراكز في الرياض، وسيتم تأسيس مركز جدة خلال شهر في مقر الهيئة السعودية للتخصصات الصحية الجديد، إضافةً إلى مركز الشرقية بالدمام خلال هذا العام، بينما سيتم تدشين مقرين في المناطق الشمالية والجنوبية خلال العام القادم 2014م، وفيما يلي نص الحوار: أول تعاون * بداية نرغب تسليط الضوء على المؤتمر السنوي للجمعية؟ - سيكون مؤتمر هذا العام بالتعاون مع الجمعية الأوروبية، ويُعد هذا العمل أول تعاون مع الجمعية الأوروبية، ففي السابق توجه لهم دعوة للحضور الفعاليات فقط، أما هذا العام فقد تم توقيع اتفاقية ليكون مؤتمر الجمعية بشكل حصري بين الجانبين، ووفقاً للاتفاقية سيعقد المؤتمر الأول -هذا اليوم- وهو المؤتمر الدولي الرابع للجمعية. زمالة أوروبية * ماذا عن الاتفاقيات الحديثة للتعاون؟ - ستوقع مذكرة تفاهم جديدة مع الجمعية الأوروبية على هامش المؤتمر، تتركز في ثلاثة محاور، يتضمن المحور الأول التعاون، فيما يشمل المحور الثاني الزمالة الأوروبية للعناية المركزة، حيث إن (90%) من الكوادر في العناية المركزة في المملكة يشغلها أجانب، ولا يوجد لهم برنامج تدريبي في العناية الحرجة -الزمالة- بعد "البورد" السعودي، وهو ما يعد أمراً صعباً؛ لأن مقاعد الزمالة السعودية للعناية المركزة محدودة لدى هيئة التخصصات الصحية، والآن يوجد توجه لجميع الأطباء غير السعوديين ولديهم زمالات أوروبية للتخصص الأول، للامتحان خارج الدول التي نالوا فيها الزمالة، وستكون المملكة الوجهة الثانية التي تستضيف امتحانات الدبلوم الأوروبي خارج أوروبا بعد مركز دبي، وبذلك تكون الجمعية السعودية للعناية الحرجة مركزاً لعقد امتحانات الدبلوم الأوروبي، أمّا المحور الثالث في مجال التعاون بين الجمعية السعودية للعناية الحرجة ونظيرتها الأوروبية فيتضمن تدريب الكوادر لتحضيرهم للزمالة الأوروبية، حيث ستعقد اتفاقية لعقد (12) دورة على مدار السنة تنظمها الجمعية الأوروبية للعناية المركزة في مركز التدريب الجديد للجمعية، ومن المؤمل أن ترفع هذه الدورات مستوى المتدربين للزمالة الأوروبية، حيث ستساعد في رفع معدل النجاح لديهم، وستعقد بمشيئة الله أول دورة تدريبية في شهر مايو المقبل بعد انعقاد المؤتمر السنوي. جمعية أمريكية؟ * ماذا عن التعاون مع الجمعية الأمريكية؟ - سيتم تدشين التعاون مع الجمعية الأمريكية للعناية الحرجة العام المقبل خلال المؤتمر السنوي الخامس للجمعية السعودية، وسيتم ذلك بعد توقيع مذكرة تفاهم، ستكون بموجبها الجمعية وكيلاً حصرياً وممثلاً للجمعية الأمريكية في المملكة، حيث سيتم افتتاح مكتب خاص لها داخل الجمعية، وستوقع هذه الاتفاقية على هامش المؤتمر، وسيحضر ثلاثة أطباء أمريكيين بالإضافة إلى المكتب الإداري للجمعية للإشراف على الدورة التدريبية والبدء في تنظيم عملهم بمكتبهم في الرياض. كوادر وطنية * حدثتنا عن دورات تدريب القيادات الصحية؟ - بعد أنهى المركز عقد دورته التدريبية الأولى مع الجامعة الكندية، سيعتمد كلياً في دورته الثانية على الكوادر الوطنية التي تخرجت من الدورة الأولى، وسيحصلون على الزمالة بعد إنهاء فترة التدريب، وسيصبحون هم القائمين على عقد الدورات التدريبية للقيادات الصحية. * هل هناك خطة لمد جسور التعاون إلى جهات عالمية أخرى؟ - نعم، حيث سيتم على هامش المؤتمر السنوي الرابع الإعلان عن توقيع اتفاقية مع كلية "إليس" الكندية ب"مونتيريال"، حيث سيتم بموجب هذه الاتفاقية افتتاح فرع لهذه الكلية بالجمعية السعودية للعناية الحرجة، لعقد دبلوم تدريبي لإعادة تأهيل الكوادر الصحية السعودية، إضافةً إلى ذلك ستعقد دورة دبلوم تدريب العناية الحرجة تحت إشراف هيئة التخصصات الصحية، وستعقد كل هذه الدورات بمركز التدريب بمقر الجمعية الرئيس في الرياض، وقريباً ستعقد في فروع الجمعية بالمنطقة الشرقية والغربية وغيرها من المناطق. مقر الجمعية * ماذا تم بشأن مقر الجمعية السعودية للعناية الحرجة؟ - تمكنت الجمعية بفضل الله وتوفيقه من شراء مبنى وتجهيزه وتطويره، ليكون مركز تدريب متميزا ودائما، وذلك في أرض تبلغ مساحتها الإجمالية (1200م2)، ويحتوي المركز على ست قاعات رئيسة للمحاضرات بسعة (60) شخصا، وقاعتين للحفلات تتسع الأولى (100) شخص، والأخرى تتسع (150) شخصاً، و(15) قاعة تدريبية واجتماعات بسعة (15- 20) شخصاً، إضافةً إلى مركز المحاكاة من خمس غرف تدريب، إلى جانب غرف عناية مركزة للكبار والصغار وغرف العمليات، وقد تم تجهيز المقر بأفضل وأحدث الأجهزة التدريبية والتعليمية والمحاكاة، يدعمه دور كامل للمكاتب الإدارية تتسع ل(50) موظفاً، ويتسع المقر التدريبي لإقامة دورات (15- 20) دورة، بكثافة (350) متدرباً في وقت واحد، وطاقة تدريبية تصل بين (15) إلى (30) ألف متدرب في العام، إلى جانب ذلك يوجد مركز تقنية المعلومات للاتصال المرئي يرتبط بالعالم الخارجي بهدف عقد محاضرات واجتماعات عن طريق الاتصال المرئي، ويبلغ عدد الدورات القصيرة التي تعقدها الجمعية حوالي (25) دورة تشمل جميع التخصصات للأطباء والتمريض والرعاية التنفسية وغسيل الكلى وغيرها. خطة توسعية *هل لدى الجمعية خطة لإنشاء فروع لها بالمناطق؟ - اعتمدت الجمعية خطة توسعية لتأسيس فروع لها بمختلف مناطق المملكة، وتشمل المرحلة الأولى افتتاح خمسة مراكز نُفذت بالرياض، بينما سيتم تأسيس مركز مدينة جدة خلال شهر في مقر الهيئة السعودية للتخصصات الصحية الجديد، وكذلك مركز الشرقية بالدمام خلال هذا العام، بينما سيتم تدشين مقرين في المناطق الشمالية والجنوبية خلال العام القادم 2014م، وستكون سعة المركز التدريبي (50) شخصاً في الدورة، حيث يضم قاعة محاضرات و(4) غرف ورش عمل، إضافةً إلى مكاتب الجمعية في الفروع. * انتخابات الجمعية تحظى باهتمام واسع من الأعضاء، هل من جديد؟ - في هذا العام سيُنتخب مجلس إدارة للجمعية في دورته الثالثة، حيث استمرت الدورة التي بدأت متأخرة سنتين، واستمرت الدورة الثانية ثلاث سنوات، وقطعت الجمعية خلال هذه السنوات الخمس مشوارا طويلا مقارنة بأي جمعية علمية في جميع أنحاء العالم، بما فيها الجمعية الأمريكية والجمعية الأوربية، حيث لا يوجد مركز إداري وتدريبي بهذا الحجم، كما تعد أول جمعية سعودية تملك مركزا إداريا وتدريبيا مسجلا لديها. أعباء كبيرة * هل واجهت الجمعية تحديات في سبيل إنجاز هذا المركز؟ - نعم واجهت تحديات قانونية كبيرة تم التغلب عليها عن طريق مكتب محاماة متخصص، وكذلك تحديات مالية، وقد تحمل الأعضاء أعباء كبيرة منذ تسلم المبنى في شهر ديسمبر الماضي 2012م وحتى الآن، ليصبح جاهزاً لتقديم الدورات، وستُعقد قريباً (14) دورة في توقيت واحد، وجميعها تُدار بكفاءات من داخل المملكة. * كيف تنظرون إلى ندرة الكوادر المتخصصة في مجال العناية الحرجة؟ - تم خلال العام الماضي تخريج أكبر عدد في تاريخ هيئة التخصصات الصحية، والذي لم يتجاوز (10- 15) استشاريا في العناية المركزة، وفي ديسمبر 2012م (10) استشاريين، وفي برنامج الزمالة لم يتم سوى تخريج (20) طبيبا أو استشاريا، والجمعية تدعم مقترح هيئة التخصصات الصحية بتحويل الزمالة السعودية للعناية الحرجة إلى بورد سعودي للتخصص. بيروقراطية العمل * ما أبرز العقبات والتحديات التي تعترض مسيرة وخطط الجمعية؟ - تواجهنا تحديات وصعوبات في التخصصات الأخرى مثل التخدير؛ لأنه تخصص مشابه، وتحديات تتمثل في نقص الكوادر المدربة والمؤهلة، وتحديات "البيروقراطية" وآلية العمل، حيث يتطلب أخذ الموافقة على أي برنامج المرور على (3- 6) لجان، والآن يوجد لدينا نقص في عدد الدورات التدريبية للأطباء، والزمن لا يكفي لتخريج العدد الكافي، الجمعية تهتم كذلك بالتمريض والعناية المركزة للأطفال، وكذلك تخصصات الأعصاب والنساء والولادة، حيث يوجد لديها مشروعات لإيجاد زمالات في هذه التخصصات، وكذلك "دبلومات" التمريض والرعاية التنفسية، وتخطط لعقد هذه الدورات في مقراتها بالتعاون مع المستشفيات التخصصية في جميع مناطق المملكة، وذلك لضمان مخرجات أفضل في هذه التخصصات. جانب من أعمال الدبلوم التدريبي لإعادة تأهيل الكوادر الصحية د.ياسر مندورة