أكد ل «عكاظ» رئيس الجمعية السعودية للعناية الحرجة الدكتور ياسر مندورة، أن المملكة في حاجة لألف طبيب متخصص في العناية الحرجة لم يتوفر منهم غير مائة طبيب فقط، في وقت يتخرج فيه ما يتراوح بين 5 و6 أطباء في السنة، مشيراً إلى إمكانية مضاعفة العدد إلى عشرة أضعاف في حالة تحويل نظام الزمالة إلى البورد السعودي، ما يؤدي لتغطية الفجوة الكبيرة من الحاجة العالية التي تتطلبها الرعاية الطبية في ظل العدد القليل من المخرجات الذي لا يشكل إلا 1 في المائة من الاحتياج. وبين أن مشروع تطوير أقسام العناية المركزة في الرياض قلل نسبة الوفيات من 50 إلى 25 في المائة، مشيراً إلى أن الجمعية تستعد للواقع الصحي الجديد بتنفيذ عدد من المشاريع والبرامج الأكاديمية واتفاقيات الشراكة، بالتعاون مع عدد من الجهات العالمية المعروفة. وفيما يلي مضابط الحوار: ماذا عن المشاريع المستقبلية للجمعية ؟ لدينا عدد من المشاريع المستقبلية المتنوعة، أهمها مشروع مركز المحاكاة الذي ستطلقه الجمعية بجانب تقديم دورات التمريض والعناية المركزة والرعاية التنفسية، وبرامج الدبلوم التي هي قيد دراسة هيئة التخصصات الصحية، وهي دورات تتراوح بين سنة وسنتين، كما ستكون لنا شراكة مع الجمعية الأمريكية لنقل تقنيتها العملية إلى المملكة، إضافة لذلك توجد لدى الجمعية السعودية للعناية الحرجة 5 مشاريع مستقبلية من ضمنها إنشاء خمسة مقرات رئيسية في الرياضوجدةوالشرقية، و10 فروع بتخصصات دقيقة ستفتتح خلال عام 2013 م، يتضمن كل منها مراكز تدريب ومركز محاكاة وتنطلق فيها الدورات الخمسة التي تقيمها الجمعية، إضافة إلى 15 دورة للتمريض والعناية التنفسية والحرجة، وهي معتمدة من هيئة التخصصات الصحية بالشراكة مع المراكز الطبية الرئيسية في المناطق الثلاثة وهي مدينة الملك سعود الطبية في الرياض، مستشفى الملك فهد في جدة ومستشفى الملك فهد التخصصي في الشرقية، هناك أيضاً مشروع التطوير لأقسام العناية المركزة في الرياض عبر 5 مستشفيات رئيسية فيها، كما تعمل الجمعية على تقييم وتطوير وحدات العناية المركز ودعمها بالكوادر المتخصصة من استشاريين ومساعدين وفنيين، ليتمكنوا من توفير الخدمة الطبية المتطورة بأفضل المستويات الوطنية والعالمية، يأتي هذا بعد نجاح تطبيق المشروع في الرياض وبشكل ساعد في تطوير العناية المركزة وتقليل نسبة الوفيات من 50 إلى 25 في المائة، وتسعى الجمعية لإطلاق مؤتمر الجمعية الأوربية للعناية المركزة في أبريل 2013م. شهدت الفترة الأخيرة إقرار وتوقيع عدد من البرامج المشتركة والاتفاقيات على مستوى الجمعية السعودية للعناية الحرجة وجمعيات وجامعات عالمية، هل يمكن معرفة المزيد بهذا الشأن؟ هذه الاتفاقيات تندرج تحت رؤية الجمعية في النهوض بتخصص العناية الحرجة في المملكة لتصل إلى أرقى المستويات العالمية، وهو أمر يتطلب تواصلا مستمراً وفاعلا مع المراكز المرجعية ومراكز التميز في العالم والجمعيات التي سبقتنا في هذا المجال، ووقعت الجمعية مذكرتي تفاهم الأولى مع جامعة تورنتو لإنشاء مركز قيادات متخصص عبر تطوير المعهد السعودي لقيادات الرعاية الطبية والذي انخرط فيه 40 قيادياً شاباً من قطاعات وزارة الصحة والقطاعات العسكرية والتخصصية في مستشفيات المملكة، حيث يحصلون على دورات ابتدائية ومتوسطة ومتقدمة ويجرون أبحاثاً في مجال تخصصهم بإشراف الجامعة، وفي نهاية السنة الدراسية يحصلون على شهادة الزمالة من جامعة تورنتو في تخصص القيادة الطبية، كما أن هناك اتفاقية مع الجمعية الأوربية للعناية المركزة تتكون من ثلاثة محاور الأول لتدريب الأطباء على منهج الدبلومات الأوربية للعناية المركزة، الثاني الاعتراف بالجمعية السعودية للعناية المركزة كمركز امتحان للدبلومة الأوربية، الثالث للعضوية المشتركة. ماذا عن إنشاء مركز سعودي خاص لمراكز التميز، ماهي أبرز ملامح هذه المشروع؟ هذا المشروع يمثل المحور الثاني لاتفاقيتنا مع جامعة تورنتو ويتجه إلى إنشاء «المركز السعودي لمراكز التميز» وتقوم فكرته على أن تنشئ جامعة تورنتو فرعاً لها في مقر الجمعية بكوادر سعودية وخبرات كندية، ويعنى هذا الفرع بتقييم مراكز التميز في المملكة ووضع سياسات وإجراءات عمل لها، بجانب تطوير السياسات الموجودة لتكون على مستوى المراكز التخصصية العالمية في شمال أمريكا وكندا، ويشمل هذا الاتفاق تقديم دورات طويلة وقصيرة الأمد بالإضافة إلى ابتعاث الكوادر الطبية الفنية والطبية إلى كندا للحصول على المهارات في مراكز التميز المزمع إنشاؤها، ومن المتوقع أن تكتمل ترتيبات هذه الفكرة في الربع الثالث من 2012 ويبدأ تنفيذها في الربع الأول من 2013 م. لديكم علاقة تعاون مع الجمعية الأمريكية للعناية الحرجة، ما أهم البرامج المشتركة التي تمت بينكم حتى الآن؟ الجمعية الأمريكية للعناية الحرجة تعد من أقدم الجمعيات وأكبرها عالميا في هذا المجال، ووقعنا معها اتفاقية تتكون من ثلاثة أجزاء، الأول أن نكون الوكيل الرسمي والحصري لهذه الجمعية في المملكة والخليج والشرق الأوسط في كل ما يتعلق بإصدار وتوزيع المواد العلمية المطبوعة والإلكترونية، الجزء الثاني الحصول على وكالة لتنظيم الدورات التدريبية تحت مظلة الجمعية الأمريكية، ونحن نقيم دوراتهم للسنة الثانية في الجمعية السعودية، وبحسب هذه الاتفاقية ستقل تكاليف هذه الدورات، ما يتيح لنا إقامة المزيد منها مستقبلا وهو ما سيكون له مردود إيجابي على المتخصصين في المجال. لديكم مشروع خاص بمنح درجة «البورد السعودي» في طب العناية الحرجة كتطوير لدرجة الزمالة .. ماهي أبرز الأفكار المتعلقة بهذا المشروع والنتائج المتوقعة منه؟ هذا المشروع تقدمت به الجمعية إلى الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، بجانب مشروع الزمالة لطب العناية الحرجة، فنحن نرى كذلك تحويل التخصص من زمالة إلى «بورد سعودي» يتم الحصول عليه في 4 سنوات، ونتوقع أن يسهم هذا المشروع في حال إقراره في دعم الحركة الصحية التي تشهدها المملكة لاسيما إذا علمنا أنه كان لدينا قرابة ألفي سرير في 2006 ستصل إلى 3000 سرير مع اكتمال مشاريع الوزارة، وأننا خلال خمس سنوات من الآن نحتاج 1000 استشاري، كما لدينا درجة الزمالة السعودية للعناية الحرجة وهي تخصص دقيق بعد البورد السعودي ويشمل الباطنة والجراحة والتخدير والطوارئ، وإذا نظرنا إلى كوننا نخرّج 6 استشاريين في السنة حالياً، فإن هذا لن يغطي الاحتياجات ولا حتى بعد 100 سنة، موارد الزمالة السعودية هي أربع تخصصات ولدينا 23 كلية طب، وفي حال طبقنا مشروع «البورد السعودي» فستختصر المدة بدلاً من أن تكون 4 سنوات إضافة إلى تخصصين دقيقين في العناية المركزة، لتصبح 4 سنوات تخصص في العناية الحرجة، وهناك لجنة درست الموضوع على مدار عام كامل ودارت حوله مناقشات كثيرة انتهت إلى رأي يدعم فكرة البورد السعودي. ما أبرز ما تسجلونه من ملاحظات على أداء مستشفيات وزارة الصحة والكوادر الطبية في مجال العناية الحرجة من خلال تجربتكم في الفترة الماضية؟ لنا علاقة مع وزارة الصحة عبر مراكز وأقسام العناية الحرجة وندعمها علمياً وفنياً وندعمها كذلك بالكوادر، ونرغب في تحقيق هدفين، أولهما أن تتحقق الاستفادة المثلى من الأسرة المتوفرة، ونؤكد أنه إذا عولج مريض العناية الحرجة بطريقة جيدة سيكون المردود ارتفاعاً في نسبة شفائه وانخفاضاً من حيث المضاعفات، كما أن نسبة بقائه في قسم العناية الحرجة ستكون أقل، وكذلك الحال بالنسبة لمعدل الوفيات في هذه الأقسام، ووجدنا خلال تطبيق سياسات وإجراءات عمل الجمعية في مشروع الرياض في مدينة الملك سعود الطبية وقبل ذلك في الحرس والعسكري أن نسبة الاستفادة تزيد من 20-30 في المائة على نفس عدد الأسرة، ونسبة الوفيات تقل إلى النصف، بالتالي عندنا مرضى أكثر يستفيدون، كما نهدف للتوسع في أسرة العناية المركزة في الوزارة وفي الوقت نفسه تدارك النقص الشديد في كوادر هذا المجال.