في أجواء وصلت درجة الحرارة فيها إلى 48 درجة مئوية ورطوبة مرتفعة بلغت 80٪ يعيش المرضى من مسنين ونساء وأطفال في مستشفى الأمير سعود بن جلوي في محافظة الاحساء هذه الأيام معاناة شديدة جداً مع تعطل أجهزة التكييف في غرف المستشفى منذ أكثر من عشرة أيام، والذي حول تلك الغرف إلى أشبه ما تكون بالأفران والذي اجبر المرضى أو مرافقيهم للجلوس وحتى النوم في ممرات المستشفى !! وما لفت نظرنا وكان مثار استغرابنا وخلال تواجدنا في المستشفى هو اصطحاب بعض أسر المنومين (الجدد) للمراوح الكهربائية، إلا أن استغرابنا تلاشى عندما دخلنا الغرف فوجدناها قد تحولت إلى أشبه ما تكون بالأفران، كما أنها امتلأت بالمراوح الأرضية !! عدد من المرضى تحدث عن معاناته ل( الرياض) فقال أسامة البشر إلى أن حالته ساءت أكثر مما كان عليه قبل أن يدخل المستشفى قبل 6 أيام مبيناً أن شدة الحرارة وارتفاع الرطوبة ساهمت في تردي حالته الصحية ! وفي غرفة مجاورة سمعنا أنين نبيل الجاري الذي يعاني من تكسر حاد في الدم، ورغم آلامه المبرحة التي كانت تنتابه وقت لقائنا به إلا أنه اختصر وصف ظروف غرفته بأنها موت.. موت.. موت ! وإلى جواره سمعنا عبدالله «المصاب كذلك بالتكسر» يقول تعبان.. تعبان.. حر.. حر ! ثم رفع صوته يا ناس شوفوا لنا حل قبل أن نموت في هذا الجو. أما عبدالجليل المرزوق الذي أجرى عملية إزالة الزائدة الدودية فلم يكن حاله أفضل، فقد أكد لنا أنه تشاجر مع مسؤولي المستشفى عندما رفضوا توفير مروحة له، مما اضطره لشراء واحدة ب 190 ريالاً على حسابه ! كما أشار المرزوق أنه ومع ظروف الجو الصعبة فإنهم كمرضى يلقون تعاملا سيئا جداً من الممرضات وبعض الأطباء ! ويرى سعود الفضل الذي يرقد على السرير الأبيض منذ عشرة أيام أن تحمل حرارة الغرف لا يستطيع أن يتحملها الشخص السليم ناهيك عن المريض الذي يكون في أمس الحاجة إلى جو صحي وسليم وهذا غير موجود في مستشفى الأمير سعود بن جلوي. محمد الجنوبي الذي يرقد مرافقاً لابنه المصاب بالتكسر فضل النوم في الممرات (الأحسن حالاً قليلاً) على النوم في الغرفة، وأضاف : بعدما بلغت الأحوال في الغرفة التي أنام فيها والتي يرقد فيها سبعة مرضى إضافة إلى سبعة مرافقين أي أن هناك 14 شخصاً في غرفة واحدة لتتحول الغرفة إلى جحيم لا يطاق فإنني فضلت النوم في الممرات أريح بكثير من الغرف ! ويؤكد الشاب ماجد الذي يرقد مرافقاً لشقيقه أن يقوم بمساعدة كبار السن وذلك باستخدام قطع من الكرتون لتحريك الهواء لهم ومساعدتهم على النوم وبدون ذلك فإنهم لا يستطيعون النوم ! ويضيف ماجد أن كثيرا من المرضى فضل مغادرة المستشفى فور دخوله بعد أن شاهد الأحوال التي لا يكاد يصدقها أحد ! وبتثاقل من أنهكه المرض وبصعوبة بالغة شاهدنا أسامة الجندي (المصاب بجلطة في المخ وبصعوبة في التنفس) ممسكاً ب (مهفّة شعبية) ليحرك الهواء، وبتمتمات بسيطة قال لنا انه يحتاج إلى جو أفضل مما هو فيه إلا أن ظروف كمقيم مصري لا تمكنه من تغيير المستشفى وتساءل : هل هذا مستشفى أم ماذا ؟!! حالات كثيرة من الربو والنساء كبيرات السن والعواجيز الذين يئنون يردون من يقف معهم في ظروفهم الصحية ليدخلوا المستشفى ليواجهوا مشكلة ليست أقل من مشاكلهم الصحية ! المشكلة أزلية يا وزارة الصحة الدكتور سالم الخليفة مدير مستشفى الامير سعود بن جلوي بالنيابة أكد في تصريحٍ ل(الرياض) أن مشكلة التكييف هذه ليست طارئة لأنها بكل بساطة أزلية، ولا يوجد لديهم حل والحل يوجد لدى وزارة الصحة، فتكييف المستشفى (وهو مستأجر) يعمل بطريق التكييف المعروف «بالصحراوي» ومع زيادة الرطوبة تتلاشى فائدته، ونحن كإدارة مستشفى لا نستطيع تغييره كونه مستأجرا كما أن مثل هذه الأمور من اختصاص الوزارة، وأكد الدكتور سالم أن مدينة المبرز في أمس الحاجة إلى مستشفى بديل لهذا المستشفى كون أن عدد السكان يضاهي مدينة الهفوف، وفي الوقت الحالي ينام داخل المستشفى أكثر من 80 مريضاً وكلهم ينامون في غرف بلا تكييف وهذا الأمر يجب أن يوجه إلى وزارة الصحة. وخلال جلوسنا مع الدكتور سالم دخل علينا مريض ويدعى محمد المقرن وكان يشتكي شدة الحر والرطوبة العالية مطالباً المدير بشراء مروحة له ليخفف من شدة الحر والمعاناة التي يعاني منها !!