نالت حكومة رئيس وزراء الأردن عدنان بدران ثقة غير متوقعة من البرلمان لما اتصفت به العلاقة من توتر بين الطرفين على مدار الشهور الثلاثة الماضية، فقد منح 67 نائبا الثقة للحكومة في حين حجب الثقة عنها 36 نائبا وغاب واحد بينما امتنع ستة عن التصويت . ويعتبر حصول حكومة بدران على هذا العدد من الأصوات مفاجأة غير متوقعة بسبب التجاذبات العديدة مع النواب ورفع الأسعار مؤخرا بنسبة عالية أرهقت المواطنين لكنها تظل متدنية مقارنة مع حكومة سلفه فيصل الفايز الذي حصلت على 85 صوتا . واللافت أن النواب ال (48) الذين شنوا الحرب على حكومة بدران في بداية تشكيلتها قد منح معظمهم الثقة في حين حجب آخرون ونواب جبهة العمل الإسلامي (17 عضوا) الثقة عن الحجب دون إثارة الكثير من الجلبة والصخب حول الحكومة . ويرى رئيس مجلس النواب السابق سعد هايل السور أن حصول الحكومة على هذه الثقة غير المتوقعة مرده أن الحكومة قد تكون لبت مطالب للنواب مما غير من المواقف المتشنجة إزاءها . حالة معارضة حكومة بدران على نطاق واسع لم يسبق لها مثيل في تاريخ الأداء البرلماني لكن النتائج التي حققتها المعارضة كانت متواضعة جدا تتمثل بالاسترضاءات وتعديل محدود على الحكومة شمل نحو ثماني حقائب وزارية . ويرى مراقبون أن الحكومة واجهت اصعب امتحان ثقة تواجهه حكومة أردنية في عهد الملك عبد الله الثاني أمس حيث كثفت حكومة بدران تحركاتها واتصالاتها في مفاوضات وصفقات اللحظة الاخيرة مع النواب، افرادا وكتلا لضمان ثقة مريحة في تصويت مجلس النواب. وحسب مصادر نيابية فإن رئيس الوزراء كان قد التقى بكتل نيابية خارج القبة في محاولة اخيرة للحصول على تأييد اكبر عدد من اعضاء هذه الكتل، في حين واصل اركان الحكومة وعدد من وزرائها الالتقاء بالنواب افرادا وممثلي كتل لنفس الغاية.