بدأ رئيس الوزراء المكلف انريكو ليتا مفاوضات شائكة امس لتشكيل حكومة جديدة في ايطاليا وانهاء جمود مستمر منذ نحو شهرين في ثالث اكبر اقتصاد في منطقة اليورو. وجاء اختيار ليتا نائب رئيس الحزب الديمقراطي -وهو حزب ينتمي الى يسار الوسط ويعاني من انقسامات شديدة - بمثابة مفاجأة فجرها الرئيس جورجيو نابوليتانو حين كلفه بتشكيل حكومة ائتلافية ذات قاعدة عريضة. وجاء رد فعل الاسواق إيجابيا في ظل إمكانية انتهاء الجمود السياسي. وقال متعامل في ميلانو "السوق ايجابية بصفة عامة وهناك درجة من الهدوء. ليتا اسم جديد ورجل يحظى بتوافق جيد على عكس (رئيس الوزراء السابق جوليانو) أماتو." وتردد على الألسنة أن اماتو (75 عاما) هو الاختيار الاول للرئيس الايطالي لتشكيل الحكومة. وستضم الحكومة خصمي الحزب الديمقراطي التقليديين وهما حزب شعب الحرية الذي يتزعمه سيلفيو برلسكوني وتحالف الوسط الذي يتزعمه ماريو مونتي رئيس وزراء حكومة تسيير الاعمال. وليتا شخصية معتدلة يتحدث الانجليزية بطلاقة ويبلغ من العمر 46 عاما ومن ثم سيكون واحدا من اصغر رؤساء الوزراء في ايطاليا. وقال برلسكوني لمحطة تلفزيون ايطالية انه لا يهم من يرأس الحكومة طالما انها تجري اصلاحات. وأضاف "المهم هو أن تكون هناك حكومة وأن يكون هناك برلمان يمكنه إقرار إجراءات نحتاجها بشدة للخروج من أزمة الركود والعودة لطريق النمو." ومن جانبها استبعدت رابطة الشمال انضمامها للحكومة التي يسعى ليتا لتشكيلها لكنها تركت الباب مفتوحا أمام التعاون في بعض النقاط. وقال روبرتو ماروني زعيم الرابطة للصحفيين عقب اجتماعه مع ليتا "لن ندخل الحكومة.... سننتظر ما سيقوله رئيس الوزراء المكلف لكن يمكنني أن أقول إننا سنكون في صفوف المعارضة."