في الوقت الذي تجاوز فيه عدد القتلى سبعين الف قتيل خلال عامين على بدء الازمة في سوريا، لازال الرئيس السوري يعتبر مايحدث هو نتاج للارهاب، ناسياً او متناسياً ان مايحدث في سورية انما هي ثورة شعبية بكل ماتحمل من معان، وجاء حديث الاسد خلال استقباله وفداً سياسياً لبنانياً تشدق فيه عن الصمود والقومية العربية وعبارات رنانة اخرى تشير الى نهج القيادة السورية في التعامل مع الازمة، مما يعني المزيد من المعاناة للشعب السوري في ظل حكومة تريد البقاء في السلطة ولو على حساب ارواح السوريين وكرامتهم. فقد أكد الرئيس السوري بشار الاسد أن بلاده "ستواجه بحزم الإرهاب بكل أشكاله" وانه لا مجال للمهادنة مع المجموعات "التكفيرية" و"الإرهابية". وذكرت الوكالة السورية للأنباء "سانا" امس أن تصريحات الاسد جاءت خلال استقباله الاحد وفد من لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية. وقالت الوكالة إن اللقاء تناول مستجدات الأوضاع العربية والإقليمية عموما وفي سورية ولبنان على وجه الخصوص. وأشار الأسد، بحسب سانا، إلى تحسن الأوضاع في سورية "بفضل صمود الشعب السوري والتفافه حول جيشه الباسل"، مؤكدا أنه "لا مجال للمهادنة مع المجموعات التكفيرية والإرهابية وأن سورية ستواجه بحزم الإرهاب بكل أشكاله بالتوازي مع استمرار الحكومة بالعمل لتنفيذ البرنامج السياسي لحل الأزمة". وشدد الرئيس الأسد على أن "غنى لبنان وسورية وتنوعهما السياسي والثقافي والاجتماعي يعزز قوتهما في مواجهة الغزو الفكري الذي تتعرض له المنطقة وفي إحباط المخططات الخارجية الساعية إلى خلق سايكس بيكو جديد يقسم المنطقة على أساس طائفي ومذهبي وعرقي". وأضاف الرئيس الأسد أن ما "تشهده الساحة العربية في هذه الفترة يؤكد الحاجة إلى أفكار وطروحات توحيدية جامعة وسورية ولبنان كان لهما دائما دور ريادي في خلق وتعزيز مثل هذه الأفكار وخاصة عبر الأحزاب القومية والعربية والناصرية وهذا ما ساهم إلى حد بعيد في نشر وتقوية الشعور القومي العروبي.. نحن اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى لاستثمار هذا الدور في مواجهة محاولات التقسيم والتفرقة التي نواجهها". وأكد أعضاء الوفد، بحسب سانا، "تمسك اللبنانيين بالعروبة والمقاومة وأشاروا إلى أن ما تتعرض له سورية يستهدف كل الأمة العربية وليس سورية فحسب وأن جميع الشعوب العربية معنية بإفشال المخططات التي تستهدف دور سورية القومي وإسلامها الحضاري المعتدل ، مؤكدين أن سورية ستبقى عرين المقاومة والحاضن لها والمدافع عنها". وابدى الرئيس السوري بشار الاسد ثقته بالدعم الروسي له في النزاع المستمر في بلاده، معتبرا ان موسكو تقوم بذلك دفاعا عن "مصالحها"، بحسب ما قال نائب لبناني سابق موال لسوريا التقى الاسد الاحد. وقال عبد الرحيم مراد، وهو نائب سني سابق كان ضمن وفد من الاحزاب اللبنانية الموالية لسوريا زار الاسد، قول الاخير ان "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال ان معركة سوريا هي معركة روسيا"، مؤكدا ان الاسد "يقدر تقديرا عاليا هذا الموقف". من جهتها، نقلت صحيفة "السفير" اللبنانية القريبة من دمشق قول الاسد خلال اللقاء ان الدعم الروسي لنظامه "ليس حبا بنا او بشعبنا وليس كرمى لعيوني، وانما لان روسيا تعتبر ان معركة الدفاع عن دمشق هي معركة الدفاع عن موقع موسكو ومصالحها". واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات في مجلس الامن للحؤول دون صدور قرارات متعلقة بالنزاع السوري. كما انتقدت موسكو "الدور السلبي" لمجموعة "اصدقاء الشعب السوري" التي عقدت مؤتمرا لها قبل يومين في اسطنبول. وبدا الاسد خلال اللقاء مع الوفد اللبناني واثقا من تغير "المناخ" الدولي، لا سيما الدول الغربية الداعمة للمعارضة السورية. وقال مراد ان الاسد الذي بدا "مرتاحا جدا" خلال اللقاء، يعتبر "ان الولاياتالمتحدة براغماتية وبالتالي تغير مواقفها وتتخلى عن الذين تراهن عليهم (في اشارة الى مقاتلي المعارضة) عندما ترى اننا اقوياء".