أوشك موسم الإعلان عن نتائج الربع الأول في السوق السعودية على الانتهاء ورغم النمو الجيد الذي سجلته معظم الشركات لم تنجح النتائج في دعم السوق بعدما تحالف تراجع أسعار النفط مع تذبذب الأسواق العالمية ضد المؤشر ودفعاه لخسارة معظم مكاسبه الأخيرة. وبعدما أنهى تعاملات الأسبوع الماضي عند أعلى مستوى في 11 شهرا تراجع مؤشر أكبر سوق للأسهم في الشرق الأوسط على مدى الجلسات الخمس المنصرمة وسجل خلالها أدنى مستوياته في أربعة أسابيع الأمر الذي بدد التفاؤل بالنتائج. ويرى محللون أن تراجع أسعار النفط وتذبذب الأسواق العالمية إلى جانب تحقيقات تجريها هيئة السوق المالية بشأن تلاعب في الأسهم عوامل من شأنها أن تقيد حركة المؤشر خلال الأسبوع المقبل بينما يترقب المتعاملون نتائج سابك وأسهم الاتصالات. وبعدما لامس مستوى 7238 نقطة الأسبوع الماضي أنهى المؤشر السعودي تعاملات يوم الأربعاء منخفضا 0.5 بالمئة عند 7060 نقطة ليقلص مكاسبه منذ بداية العام إلى 3.8 بالمئة فقط. وقال هشام تفاحة رئيس إدارة الأصول لدى مجموعة بخيت الاستثمارية "أصبحت العوامل المحفزة غير موجودة والسوق تنتظر نتائج سابك والاتصالات السعودية وموبايلي... أرباح شركات البتروكيماويات التي أعلنت حتى الآن لا تشير لنمو قوي ولا تمثل محفزا من قطاع قيادي مثل البتروكيماويات." وأضاف تفاحة "تراجع النفط نحو تسعة بالمئة منذ بداية العام ولو استمر الوضع كذلك من الصعب أن يصل المؤشر لمستوى 7400 نقطة على المدى القصير." وهبطت أسعار النفط للعقود الآجلة أكثر من 2 بالمئة بنهاية تعاملات أمس الاول في سادس جلسة على التوالي من الخسائر دافعة مزيج برنت للتراجع عن مستوى 98 دولارا للبرميل مع تزايد القلق بشان الطلب العالمي على الخام اثر بيانات أظهرت زيادة في امدادات الوقود في الولاياتالمتحدة. وترتبط أسهم قطاع البتروكيماويات الذي يمثل الجزء الأكبر من رسملة السوق ارتباطا مباشرا بأسعار النفط. وأنهى سهم سابك تعاملات الاربعاء منخفضا 1.4 بالمئة. وقال تركي فدعق رئيس الأبحاث والمشورة لدى شركة البلاد للاستثمار "خسر المؤشر معظم أرباحه خلال أسبوع لكنه فنيا لا يزال فوق مستوى 7000 نقطة.. نتائج سابك هي التي ستحدد حركة المؤشر الأسبوع المقبل". وتوقع محللون في استطلاع أجرته رويترز أن تسجل سابك أكبر شركة بتروكيماويات في العالم من حيث القيمة السوقية أرباحا تبلغ في المتوسط 6.6 مليارات ريال في الربع الأول. ويرى فدعق أن تعاملات الأسبوع المقبل ربما تدور بين 7000 و7200 نقطة فيما يرى تفاحة أن السوق قد تستهدف 7200-7300 نقطة على المدى المنظور. وقال تفاحة إن تحقيق ذلك المستوى مشروط بتسجيل سابك لأرباح فوق ستة مليارات ريال وتسجيل شركتي الاتصالات السعودية وموبايلي نتائج ضمن توقعات المحللين. وتدور متوسط توقعات المحللين لأرباح الاتصالات السعودية وموبايلي عند ملياري ريال و1.4 مليار على الترتيب وفقا لاستطلاع أجرته رويترز. كما يرى أن ذلك مشروط بعدم استمرار نزول أسعار النفط والذي قد يؤثر على توقعات النمو للاقتصاد الكلي وبالتالي على سوق الأسهم. فيما لفت فدعق إلى مشكلة أخرى تواجه قطاع البتروكيماويات وهي توجه الحكومة نحو رفع أسعار اللقيم على شركات ذلك القطاع. وتتمتع شركات البتروكيماويات السعودية وعلى رأسها سابك بميزة تنافسية إذ تحصل على غاز اللقيم مقابل 75 سنتا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية وهو سعر منخفض مقارنة بالأسعار في الأسواق العالمية. وقال فدعق "الأمر الأهم من أسعار النفط هو توجه الحكومة لرفع أسعار اللقيم... وهو ما يعني انخفاض تنافسية شركات البتروكيماويات وربحيتها في وقت يتوافر فيه الغاز الصخري في أمريكا". وفي ظل ثورة موارد الطاقة الصخرية التي حولت الولاياتالمتحدة من أكبر مستورد في العالم إلى مصدر محتمل للغاز بدأت المملكة التنقيب عن احتياطيات من الغاز الصخري. وبين العوامل التي ربما يمتد تأثيرها على السوق الأسبوع المقبل إطلاق هيئة السوق المالية تحقيقا حول تلاعب محتمل من جانب بعض المستثمرين حسبما أفاد متعاملون وهو ما دفع مؤشر قطاع التأمين للهبوط 5.2 بالمئة. وقال محمد العمران المحلل المالي المستقل "تسبب التحقيق الذي تجريه هيئة السوق المالية في تصحيح حاد في أسهم المضاربة... دق التحقيق ناقوسا بأن هناك رقابة". وتشكل أسهم التأمين هدفا مفضلا للمضاربات على الأمد القصير لرخص أسعارها.