بخيته نصار الحويطي دكتورة وأستاذة جامعية من منطقة تبوك؛ حرفية وخبيرة في التراث؛ لم تشغلها الدراسة الأكاديمية ولا "برستيج" المجتمع المتحضّر عن الاهتمام بتراث الأجداد والعناية بهوايتها الأساسية التي تعلمتها من والدتها. منذ صغرها وبخيتة تحيك مختلف الملابس التراثية بنفسها منذ طفولتها، كما أنها لا ترتدي سوى ما حاكته يدها، وتصمّم الجلابيات المحاكة بالتطريز والخرز، ولم تكتف بجعل المحافظة على التاث مجرد هواية، وإنما تعلمته وأبرعت فيه، لتضيف إلى ممارستها تعليما أكاديميا، فإصبحت تقدم مادة تراث المملكة في جامعة تبوك، والتي تخرج على يديها العديد من الفتيات، في الوقت الذي تطالب الحويطي فيه بتدريب الفتيات في التعليم العام على صنع ملابسهن وتعليمهن الحياكة، إلى جانب إقامتها لدورات تدريبية، وحصص تعليمية لتدريس مادة الحياكة، والتي كانت ضمن طالباتها، طفلة لم تتجاوز العاشرة من عمرها. الحويطي التي تعرض الملابس بعد حياكتها، تعكف أيضا على صناعة السجاد والسدو و"الصنعة"، والمفارش والحقائب اليدوية من القطن والصوف والحرير الطبيعي، على أمل أن يتم الاهتمام بشكل أكثر بهذه المهنة التي تخشى عليها من الاندثار بحسب تعبيرها، مبدية استيائها من تناقض بعض السيدات اللاتي يقتنين الملابس الرديئة الصنع غالية الثمن، في حين يعتبرون الزي التقليدي الأصيل باهظ الثمن، ولعلهن لا يعلمن أن صناعة الخامات الجيدة يتطلب الكثير من الجهد والانتقاء.